أكد وزير السياحة المهندس بشر يازجي أن ما تعرضت له سورية خلال السنوات الماضية من حرب إرهابية باستهداف حضارتها وتراثها الانساني وتدمير ممنهج لآثارها هو جريمة بحق الانسانية جمعاء.

واستعرض وزير السياحة خلال لقائه مساء اليوم وفداً بريطانياً يضم برلمانيين وأكاديميين ورجال دين جزءاً من الاعتداءات الإرهابية والأضرار التي ألحقت بحضارة وآثار سورية والقطاع السياحي خلال سنوات الحرب من استهداف أماكن العبادة لدى المسلمين والمسيحيين والقلاع والمدن والاسواق والأبنية الأثرية بسبب الفكر الظلامي التكفيري الذي عجز في الوقت نفسه عن المس بالنسيج والموزاييك الاجتماعي.

وثمن الوزير يازجي زيارة الوفد البريطاني وقال: إن الشعب السوري سيتذكر مستقبلاً الذين وقفوا إلى جانبه في واحدة من أقسى الحروب التي خبرتها الشعوب عبر تاريخها الطويل” مشيراً إلى أن الإرهاب الإعلامي طال منذ البداية القطاع السياحي في سورية والمكانة الخاصة التي تحتلها سورية لتتأثر بذلك المنطقة كلها.

وقال: “إن في صمود السوريين وتضحياتهم للحفاظ على بلدهم وحضارتهم قصصا طويلة سيخلدها التاريخ.. الأم التي قدمت خمسة من أبنائها شهداء والسجين الذي دافع عن سجنه كما حدث في حلب وبلدات محاصرة منذ ثلاث سنوات وهي تقاوم” منوهاً ببطولات الجيش العربي السوري الأمين على هذه الحضارة ولا سيما استعادة مدينة تدمر من إرهابيي “داعش” لتكون مجدداً بوابة الشمس ومصدراً للفن والجمال والحياة.

وبين وزير السياحة في رده على سؤال عن حجم الاضرار التي ألحقت بمقدرات سورية جراء العقوبات الاقتصادية الاحادية الجائرة وكذلك الحرب أن هذه العقوبات طالت كل القطاعات الانتاجية والشعب السوري في حياته اليومية ولاسيما القطاع السياحي حتى على مستوى مكاتب السياحة والسفر والحجز الالكتروني في المقابل كان هناك تدمير ممنهج من قبل التنظيمات الإرهابية للأماكن الأثرية وسرقتها وبيعها وتمويل الإرهاب عبر سماسرة على الحدود التركية.

وأشار إلى أنه رغم كل هذا الإرهاب فإن إرادة السوريين كانت الاقوى وبدأت في السنتين الماضيتين مشاريع الاستثمار بالقطاع السياحي وافتتاح العديد من الفنادق وأخرى سيتم افتتاحها قريباً.

من جهتهم أعرب أعضاء الوفد عن تضامنهم الكامل مع الشعب والدولة السورية عبر ادراكهم منذ البداية لمخاطر الحرب التي تشن عليها وفي تصريح صحفي قال رئيس الوفد الاب والباحث اندرو اشداون: إن ما اطلعنا عليه من حقائق ومعلومات عما يحدث في سورية هو صادم لكل المجتمع الدولي مبيناً أن هدف الوفد من الزيارة هو الاطلاع على هذه الحقائق عن قرب ونقلها ومشاركتها مع السياسيين في بريطانيا وخاصة أن العديد من الناس في بريطانيا هم مضللون حول حقيقة الأحداث في سورية بسبب طبيعة التغطية الإعلامية التي تقدمها وسائل إعلام عالمية.

وحيا الأب اشداون الشعب والدولة السورية لصمودهم معرباً عن أمله بعد انتهاء الحرب في إعادة بناء كل ما تهدم وتضرر من الأبنية الجميلة واستعادة الشعب السوري الجميل لحياته “لأن سورية مهد الحضارات والاديان والشعب السوري يمكن أن يكون مثالاً نقتدي به”.

بدورها كارولين كوكس نائب رئيس مجلس اللوردات قالت: أتينا إلى سورية لنستمع إلى قصص الناس ونكون صوتهم هناك في بلدنا عوضاً عن الاعتماد على التغطية المنحازة لوسائل إعلام عالمية.

في حين أشار الأب الدكتور ديفيد كلارك باحث في علم الآثار في جامعة كامبريدج ببريطانيا وشارك في عمليات تنقيب عن الآثار في سورية بين أعوام 1980 و1990 انه يعمل ومجموعة من زملائه على تتبع الآثار السورية المهربة التي تباع في السوق السوداء في بريطانيا.

وحضر الوفد فيلماً توثيقياً مكثفاً يعرض أبرز المعالم الأثرية ويروي قصة الحضارة الانسانية التي تزخر بها سورية مع مقارنة لبعض المواقع الأثرية قبل وبعد الحرب وما تعرضت له من اعتداءات وحشية على يد الإرهابيين التكفيريين.

ويضم الوفد أعضاء من مجلس اللوردات ومجلس العموم البريطاني ورجال دين وأكاديميين وباحثين وهم الأب والباحث اندرو اشداون وكارولين كوكس نائب رئيس مجلس اللوردات بين عامي 1985 و2005  والرئيس التنفيذي لأمانة الغوث الانساني ورايموند هيلتون عضو اللجنة البرلمانية لحقوق الانسان ورئيس المجلس الاستشاري لمؤسسة الغوث واعادة الاعمار في الشرق الأوسط والمطران مايكل نذير علي رئيس مركز اوكسفورد للتدريب والبحث والحوار وجو سسميتر عضو في جمعية الكويكرز للسلام وعضو مجلس أمناء ليفينغ ستونز.

يذكر أن رئيس الوفد اشدوان بدأ حالياً بحث دكتوراه عن العلاقات الاسلامية المسيحية في سورية وكان قاد مجموعات إلى منطقة الشرق الأوسط لمدة ثلاثين عاماً وشارك في صلاة سلام من أجل سورية في الجامع الأموي بدمشق في نيسان العام الماضي.

وتأتى زيارة الوفد البريطاني بعد مرور نحو شهر على زيارة وفد من البرلمان الأوروبي برئاسة نائب رئيس لجنة الشؤون الخارجية خافيير كوسو لدمشق حيث التقى في الـ 9 من تموز الماضي عدداً من المسؤولين وزار مركز إقامة مؤقتا وجرحى الجيش العربي السوري

سيريا ديلي نيوز


التعليقات