أكدت ممثلة منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة الفاو في سورية ايريكو هيبي أن عمل المنظمة في سورية خلال الازمة كان يقتصر في البداية على تقديم المساعدات الانسانية العاجلة للمتضررين وحاليا توجه لدعم صمود المتضررين لاستعادة سبل معيشتهم مستقبلا.

وفي تصريح أوضحت هيبي أن عمل المنظمة سيتحول من تقديم المواد الغذائية العاجلة للمستفيدين إلى دعم يمكنهم من انتاج غذائهم بأنفسهم لمتابعة سبل معيشتهم والاستمرار في حياتهم في ظل ظروف الأزمة ودعم تكيف السوريين وصمودهم في مجال الزراعة.

وعن عمل الفاو خلال السنوات الاخيرة في سورية قالت هيبي “حاولنا على مدى السنوات الثلاث الماضية بالتعاون مع وزارة الزراعة السورية الوصول الى جميع المناطق بما فيها صعبة الوصول لتقديم المساعدات الانسانية لمن هم بحاجة لها ودعم المزارعين والمربين المتأثرين بالأزمة والعاملين في مجال التصنيع الزراعي ومجال جمع المعلومات المتعلقة بالأمن الغذائي”.

وأضافت ممثلة الفاو.. ان “آلية العمل تعتمد على طبيعة المكان المستهدف من حيث وضعه الأمني وإمكانية الوصول الى المستفيدين وتعداد المهجرين والوافدين فيه كمحددات توءخذ بعين الاعتبار عند تقديم المساعدة”.

وأشارت هيبي إلى أن الفاو ساهمت أيضا في القوافل المشتركة التي سيرتها منظمات الامم المتحدة إلى المناطق “صعبة الوصول” عبر تقديم حزم من بذار الخضار ليتمكن سكان هذه المناطق من زراعة الخضار في منازلهم سواء على الشرفات او في قطعة ارض صغيرة او حتى ضمن صناديق صغيرة لإنتاج حاجاتهم.

وعن البرامج الخاصة بقطاع الثروة الحيوانية بينت هيبي أن المنظمة ساهمت بعلاج تسعة ملايين رأس من مختلف انواع الثروة الحيوانية ضد الطفيليات في مختلف الاماكن خلال العام الماضي.

وعن واقع عمل الفاو للعام الجاري قالت هيبي “إن هناك دائما رغبة لتلبية الحد الاقصى من متطلبات المزارعين والمربين وجميع المستفيدين وخاصة في مجال الامن الغذائي وقد قدمنا في هذا العام طلبا للحصول على 85 مليون دولار لمساعدة المستفيدين في سورية لكن حجم التمويل الذي تمكنا فعليا من الحصول عليه يتراوح بين 16 و 18 مليون دولار وهذا يظهر حجم الفجوة الكبيرة بين الحاجة الفعلية والمبلغ اللازم لتلبية هذه الحاجة”.

واعتبرت هيبي “أن احدى المشكلات التي تواجه عمل الفاو ان الناس خارج سورية لا يدركون أن مزارعيها لا يزالون قادرين وراغبين بإنتاج الغذاء بأنفسهم ويواصلون حياتهم فأحد المفاهيم المغلوطة التي وصلت الى الخارج أن سورية لم تعد تملك انتاجا غذائيا لكن الحقيقة أن السوريين موجودون في أرضهم ولا يزالون بحاجة الى انتاج الغذاء ومتابعة عملهم في مجال الزراعة ويجب علينا ألا نتجاهل تقديم الدعم لهم”.
واشارت ممثلة الفاو إلى مخاطر كثيرة تواجه القطاع الزراعي والأمن الغذائي في سورية وتدخل في صميم عمل المنظمة كالتغير المناخي وموجات الجفاف المتكررة وخسارة التنوع الحيوي سواء كان النباتي أو الحيواني لافتة إلى أن عمل الفاو سيركز مستقبلا على درء هذه المخاطر عبر دعم جهود مكافحة التصحر والاستعداد لموجات الجفاف وغيرها.

سيريا ديلي نيوز


التعليقات