أثار تقرير «منظمة الصحة العالمية» بشأن سوريا، في اليوم العالمي لمكافحة التدخين (الأوّل من حزيران)، جدلاً واسعا بين الباحثين في الصحة العامة من مختلف البلدان العربية والأجنبية.
أوصى التقرير بضرورة مكافحة تدخين السجائر والنرجيلة في سوريا خصوصًا لدى الفئات الشابة والنساء والأطفال. تشير ممثلة المنظمة في سوريا إليزابيت هوف الى أن التدخين يضرّ بصحة الأفراد ومستقبلهم، وتدخين النرجيلة يضر بصحة الأفراد أكثر بعشرين مرة من تدخين السجائر. كما أكّدت أن التدخين يتسبب بأمراض عدة منها: سرطان الرئة، والحنجرة، والمعدة واضطرابات في الجهاز التناسلي. وتشير الأرقام الى أن التدخين يؤدي الى وفاة 9900 شخص سنويًا في سوريا حيث يبلغ عدد المدخّنين يوميًا نحو 87 ألف طفل ونحو مليوني ونصف بالغ.
اعتبر معاون وزير الصحة السوري الدكتور أحمد خليفاوي أن سوريا كانت من البلدان الأولى في مكافحة التدخين في المنطقة وأن السلطات الصحية السورية، بالرغم من الظروف الصعبة، تتابع مكافحتها للتدخين. أشار خليفاوي إلى أن الحرب لا يجب أن تشكّل عذرًا للسوريين لإلحاق الضرر بصحتهم، مقدّرًا دعم المنظمة الإنساني للشعب السوري منذ اندلاع الأزمة.
انتقد الصحافي البريطاني روبرت فيسك التقرير في صحيفة «الإندبندت» وكتب الإثنين الماضي مقالا بعنوان: «أخفقت الأمم المتحدة في حماية السوريين من القتل والجوع، وتخبرهم الآن بوجوب التوقف عن التدخين».
اعتبر فيسك في مقاله أن توقيت التقرير مضحك، ومنافٍ للعقل «فما زالت الأمم المتحدة غير قادرة على توفير المساعدات الغذائية لمئات السوريين، والممرات الإنسانية الآمنة لإنقاذ المرضى والأفراد». وبلهجة ساخرة، كتب فيسك أن على السوريين، وخلال هربهم من الغارات الجوية والمقابر الجماعية والتطهير العرقي، مقاومة رغبتهم في التدخين. «فمن الممكن أن تلهب النيران المنزل، وأن تعاني العائلة خطر الاعتقال، لكن على الفرد أن يتجاهل علبة السجائر في جيبه!».
يعتبر بعض الباحثين في الصحة العامة أن «منظمة الصحة العالمية» تعيش في كوكب آخر، ويمكنها مناقشة مكافحة التدخين في وقت لاحق بعد انتهاء الحرب وليس خلال صراع هدّد حياة نحو 500 ألف شخص، وأدّى الى انخفاض متوسط العمر المتوقع (مأمول الحياة) من 70 عامًا قبل الحرب إلى 55 عامًا، إضافة إلى انتشار الأوبئة والقضاء على البنى التحتية الصحية.
في المقابل تجد فئة أخرى من الباحثين أنه يجب العمل على مكافحة التدخين خلال الحرب وبعدها، وألاّ تحدّ النزاعات من اهتمام «منظمة الصحة العالمية» في مسائل الصحة العامة المؤثرة على الأفراد وعافيتهم.

سيريا ديلي نيوز


التعليقات