أربعة وزراء من حكومة تصريف الأعمال يستظلون تحت قبة البرلمان .. درجات الحرارة تخطت ال ٤٠ د .. تكاد تخلو الشوارع من المارة إلا من بعض العاملين في القطاع العام العائدين الى منازلهم .. يخترق هذا الوجوم بضعة شبان في سن المراهقة يحاولون عبثا استدراج زبائن إلى حيث بضاعتهم ..علهم يقعون في فخ الشراء.... !!!!
هي مشاهد خارجية معتادة لهذا السوق الدمشقي .. وحده مبنى البرلمان يبدو بعيدا عن كل تلك التجاذبات .. البزات الخضراء تستظل بجدرانه من لهيب شمس حزيران الحارقة .. الكل يترقب .. فهذا شهر الترقب .. يبدأ بترقب الهلال مرورا بعقارب الساعة ومدفعي الافطار والسحور وينتهي بالتماس الهلال.. !!
الجو لطيف داخل المبنى وتحت القبة مكيفات كل شيء مرتب .. رائحة عطور باريسية .. ربما قيمة السعرية للأحذية الايطالية أو الماركات الأخرى ربما مع البدلات الرسمية والكرافات وصولا الى اللباس الداخلي .. لعدد ليس قليل ممن هم تحت القبة تعادل قيمة بضاعة صف كامل من السوق..!!

يتشابه المشهد الخارجي ببعض حيثياته مع المشهد تحت القبة .. الصبية المراهقون وسط السوق مثلا يمكن أن تجد من يشبههم تحت القبة .. يدعون الى بضاعتهم ولنفس الهدف مع اختلاف الأسلوب والطريقة..!!!

الوزراء الأربعة خبروا هذا المكان جيدا ربما أكثر من غالبية الحضور من اعضاء مجلس الشعب.. اعتادوا على الجلوس في هذا المكان .. حضروا انفسهم جيدا كتبوا معلقاتهم سلفا للاجابة على اسئلة لا تخلُ من السذاجة في بعض تفاصيلها .. والتي ستذوب في دوامة الأرقام خاصة مع وجود وزيري المالية والاقتصاد فالاثنين على ما خبرناهما يمكن ان يشكلا ماكينتين مجهزتين للسرد الرقمي.. ولعبة المدخلات والخرجات ..!! على نحو ضيق يمكن ان يساهم وزيرا النفط ووزير التجارة الداخلية بلعبة الأرقام.. ينحون أكثر ليشكلا حالة عاطفية فالأول يروي قصة الآبار الخارجة من الخدمة والثاني سيرفع ذراعه الإيجابية ليشحت عليها..!!

الٱمر سيبدو مشهدا دراميا لرباعية يمكن عرضها في عطلة عيد الفطر ء.. أربع روايات تتقاطع فيما بينها في بداية ونهاية الشارة ..

مقابل الوزراء الأربعة ٢٥٠ ممثل عن الشعب .. بعضهم يجره الحماس لمداخلة صاخة وجل هذا البعض من الوافدين الجدد .. يخونهم التعبير وتفلت منهم المعاني فيثيرون الجلبة .. لعل شخصيات مثل وزير المالية او همام الجزائي قادرين بيسر على امتصاص اي تشنج تبديه هذه الفئة فلا خوف من هؤلاء ..
بعض الأعضاء أيضا ربما تأخذه حماسته لأن يسترسل في سرد النظريات الاقتصادية وماذا نريد وماذا لا نريد؟؟!! يخفت حماس هذا البعض بمجرد ان يقضي شهوته بروؤية الرؤوس تهتز لكلامه إيماءاً بالرضى والقبول..!!
فيما تكتفي الغالبية الصامتة بإطلاق تعابير وجهها يمنة ويسرة محاولة منهم لإثبات الوجود...!!!

بقلب بارد وذهن صاف ربما يقف أحد الأعضاء ويطرح الأسئلة الثلاثة الأهم:

١_ لماذا انتظرتم دخول شهر رمضان في عشره الأول .. ورفعتم اسعار الحروقات؟؟!! ألا تعلمون ان المواطن يدفع كل ما لدية وأكثر في أول عشرة أيام .. وفي اليوم الحادي عشر ستنفذ اسطوانة الغاز لديه فيضطر لاستبدالها؟؟!!
٢_ ألم يكن ممكنا مثلا زيادة التعويض المعيشي قبل رمضان والانتظار الى ما بعد العيد لرفع سعر المحروقات لتأمين مصادر تمويل التعويض..؟؟!! هل نفذت الخزينة؟؟!!
٣_ مالذي دعاكم أن تأخذوا هذا الأمر على عاتقكم وأنتم ربما راحلون عن ما أنتم فيه.. فتحملون أنفسكم وزر من سيخلفكم..؟؟!! هل ثمة من ضغط عليكم..؟؟!!
ثم يختم بالقول: أدعوا للتصويت على حجب الثقة عنهم وتجريمهم بإثارة الشعب ضد الدولة من خلال الضغط عليه في لقمة عيشه تمهيدا لتسليمها للدول الخارجية المتآمرة على طبق من جوع....!!

سيريا ديلي نيوز - فهد كنجو


التعليقات