في آخر يوم من امتحان الشهادة الإعدادية، يوم الخميس الفائت (26 أيار 2016) قدّم محافظ حمص وجبة مجانية للطلاب القادمين من حي الوعر غربي المدينة لتقديم امتحاناتهم في مدارس مخصصة داخل حمص، فرفض أحد الطلاب، ووقف وعينيه تدمعان، وقال للمحافظ: «كيف آكل، وأهلي في حي الوعر محاصرون ومحرومون من الطعام..!؟».

وروى بعض الحضور أن المحافظ أُحرج، ولم يستطع الرد، سوى بالقول: «إن شاء الله تُفرج قريباً». 

وعند خروج الطلاب قام المحافظ بتوزيع بعض الهدايا للطلاب، علماً بأن هؤلاء كان يجري نقلهم يومياً بحافلات مخصصة من على مداخل الحي المحاصر ليذهبوا لتقديم امتحاناتهم، حيث تنتظرهم الحافلات ذاتها لتعيدهم إليه بعد انتهاء كل فحص.

رفض الطالب للوجبة، التي قد تكون مغرية له، يكشف عمق المشاعر الإنسانية والوطنية لدى السوريين، صغارهم قبل كبارهم، كما يبين عمق المأساة التي يعيشها المحاصرون السوريون، ومنهم أهالي حي الوعر في حمص. وربما الأهم أنه يؤكد على ضرورة اتخاذ مواقف جدّية بالدفع باتجاه الحل السياسي لإنهاء معاناة السوريين وبما يسمح بمواجهة الإرهاب وتحقيق التغيير الذي ينهي الأزمة بشكلٍ كامل، وأولها حلول جدّية لإنهاء حصار المدن والمناطق والأحياء وإنجاز هدنٍ ومصالحات تسمح بتأمين الغذاء للمواطنين المدنيين، وليس بلفتات «إيجابية عابرة»، لا تسمن ولا تُغني من جوع! 

سيريا ديلي نيوز


التعليقات