أكدت صحيفة "السفير" أن السلطات السورية تتعاطى بمنتهى الجدية مع فرضية أن السلاح المضبوط في الباخرة "لطف الله 2" كان معداً للتهريب إلى المجموعات المسلحة في سورية، وأنها واكبت عن كثب العملية الاعتراضية التي نفذها الجيش اللبناني، وأن تشاوراً مكثفاً حصل عبر القنوات المشتركة مع لبنان، كما مع الجهات الدولية الراعية لمهمة مبعوث الأمم المتحدة كوفي أنان والمراقبين الدوليين، تمحور حول كيفية ضبط عمليات تهريب السلاح التي تقوم بها جهات عربية ودولية إلى الأراضي السورية. وفي انتظار جلاء التحقيقات اللبنانية الرسمية، توحي جهات سورية، كما تفيد "السفير"، بأنها تمتلك معطيات تفصيلية عن الباخرة، وأنه سيجري تقاطع بين هذه المعلومات وتلك التي ستفضي إليها التحقيقات اللبنانية، لكي يبنى على الشيء مقتضاه السياسي والقانوني والأمني. كذلك يستخلص زوار دمشق أن ضبط باخرة السلاح والإرهاب والتخريب، على حد تعبير مسؤول سوري، محل تقدير في دمشق، لأسباب عدة، أولها أنه وفّر على سورية المزيد من الدماء والضحايا والتخريب والإرهاب وقتل الأبرياء. ويقول المسؤول السوري نفسه، لـ"السفير" إن تهريب السلاح إلى المجموعات الإرهابية المسلحة، هو عمل عدواني موصوف، ليس من الجهات الممولة فحسب، بل من جهات في لبنان تشكل بيئة حاضنة لتلك المجموعات، وبعضها صار يجاهر مؤخراً بأننا لا ننتظر سقوط النظام بل نحن جزء من معركة إسقاط النظام في سورية!!، مضيفاً: إن دمشق لا تستطيع أن تتجاوز هذا العمل العدواني، كما أنها لا تستطيع أن تقاربه بأيد مكتوفة، بل يفرض عليها التعاطي معه بحجمه الخطير والنوعي وكونه يؤشر إلى المدى الذي بلغته القوى المعادية لسورية في محاولة تدمير الدولة السورية وضرب استقرارها وأمن مواطنيها، ومن هنا فإن المسألة لا تنتهي عند ضبط سفينة سلاح، فربما هي البداية، وقد يكون لها ما يماثلها قبلاً، وربما يكون لها ما يماثلها ثانية وثالثة ورابعة مما يسميها المسؤول السوري دول الحقد الأسود وخلجان النفط والغاز. ولفت المسؤول السوري إلى أن بلاده تنظر بعين الرضى إلى المواقف الأخيرة الصادرة عن رئيس الجمهورية ميشال سليمان، إن لجهة إقراره بالحرب الخارجية على سورية ودعوته العرب إلى عدم تأجيج الأزمة في سورية، أو لجهة تأكيده عدم جعل لبنان ساحة أو ممراً لتصفية الحسابات، وجهوزية الجيش اللبناني والقوى الأمنيّة لمنع أيّ محاولة لإحداث فتنة في الداخل اللبناني، فضلاً عن تشديده على أنه ما من شيء يمكن أن يؤثر سلباً على علاقة لبنان مع الدول الشقيقة والصديقة، وسورية من بين الدول المقصودة بكلام سليمان.   سيريا ديلي نيوز

التعليقات