لطالما اعتبر يوم الرابع من شباط يوما" مميزا" يحمل في طياته مشاعر حب تتخطى باقي أيام الأشهر الأخرى، حتى لو كان مجرد تقليد أعمى، أو مناسبة يعدها البعض من دون معنى، لكنها قائمة و لها شعبية كبرى . و مع قدوم شهر شباط تبدأ المحال والأسواق بإغداق محالها بأنواع شتى من الهدايا الغارقة باللون الأحمر طبعا"، بأسعار أحيانا منطقية وبأحيان كثيرة أخرى لا، فقد يصل سعر الدب المحشو إلى ال 25 ألف ليرة سورية، هذا كمثال بعيدا" عن حسبان ازدياد سعر الدولار في كل عام بل في كل شهر. حسين طالب جامعي قال: ظروفي كطالب جامعي لم تسمح لي بأن اشتري هدية لحبيبتي، لكننا متفقين على أن الحب لاينحصر بيوم أو هدية. مضيفا": بأن لا قدرة للشاب السوري الغير موظف اليوم وخصوصا" الطالب على تحمل أعباء معيشته ومصروفه وحتى المناسبات والهدايا في ظل صعوبة إيجاد العمل. محمد يملك محلا" لبيع الهدايا قال: إن عدد الفتيات من حيث القدوم لشراء الهدايا من اجل عيد الحب هي أكبر من نسبة الشباب الذين إن قدموا لشراء هدية فبعدما يعرفون الأسعار يشترون وكأنهم مجبورين، مشيرا": إلى أن نسبة الشباب الذين هاجروا أثرت بشكل كبير و أن أغلب الذين بقو هم في حالة مادية متوسطة إلا اللهم من 1% ممن يشترون بأبهظ الأسعار. عيد الحب أو الفلنتاين، وبغض النظر عن الافكار الحقيقية او الاساطير التي يتم تداولها على أنها لقديس يحمل أسم فلنتاين، باتت مناسبة مهمة بالنسبة لكثيرين و لكن نسبة جيدة أيضا" من الشباب لايملكون قناعة بفكرة أن نحتفل بيوم للحب، ف هو موجود وحاضر كل يوم، سراب طالبة جامعية قالت : لست ممن يلجؤون في عيد الحب لاقتناء الهدايا فبرأيي الحب أسمى من هدية أو تاريخ، وتابعت: الحب جزء منا، لا يمكننا أن نجزأه، هو موجود في كل أسرة، بين الأم والأب، بين الوالدين والأبناء، بين الأصدقاء والاخوة وهكذا فقلوبنا تمطر حبا" دائما" لذلك لايمكن أن نتوقف عن الحب لنحصره بأفكار غربية لا نعرف حتى أصلها. هدى صاحبة إحدى المكتبات قالت: من السخف أن نكون قطيعا" يتبع الغرب بما يفعل ويقلده، فنحن خلقنا و الحب بالفطرة في قلوبنا كي نهبه لجميع الناس فكيف نحدده بيوم واحد.!! و في نوع من التهكم، تداول رواد موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك منشورات تدعي الشباب للقيام بالهروب التكتيكي قبل قدوم عيد الحب كي لايضطر لشراء هدية لايملك ثمنها. هل فعلا" وصلنا إلى زمن الفصام الذي يحتفل فيه أحدهم ب عيد للحب برفقة بالونات حمراء تتطاير فيما حوله، بينما ترثي أم أبنها الشهيد المضرج بدمه الأحمر أيضا" أم أننا وصلنا لتطبيق المثل ( كلشي افرنجي .. برنجي) !! تساؤلات عسى أن يكون جوابها تطبيقا"و ليس مجرد كلام.

سيرياديلي نيوز - رهام علي


التعليقات