ضبطت إدارة مكافحة المخدرات خلال الأيام القليلة الماضية أكثر من 50 كيلو غراماً من الحشيش آخرها ضبط 18 كيلو أمس، قسم كبير ضبط مع نساء حاولن تهريب المواد المخدرة إلى داخل المدن الرئيسية وهذا ما اعتبرته مصادر مطلعة أنه تكتيك جديد من عصابات التهريب بإدخال كميات كبيرة مع النساء إلى مراكز المحافظات.

وبحسب مانشرت صحيفة الوطن بينت المصادر أن الكميات المضبوطة منذ بداية العام الحالي وحتى تاريخ إعداد الخبر لم تتجاوز 100 كيلو حشيش مشيرة أنه مع سيطرة الجيش على بعض النقاط الحدودية مع تركيا كان ذلك سبباً في تخفيف تهريب المواد المخدرة إلى داخل البلاد.

ولفتت المصادر إلى أن اعتماد عصابات التهريب على النساء لتهريب المواد المخدرة دليل على أنها لم تعد تملك وسائل التهريب نتيجة الإجراءات المشددة التي تتبعها الجهات المختصة ولاسيما وزارة الداخلية لضبط أي كميات مهربة إلى داخل البلاد.

وكشفت المصادر أن معظم عصابات التهريب فتحت خطاً عبر مدينة عفرين في ريف محافظة حلب ولاسيما بعد تقدم الجيش في الريف الشمالي للمحافظة وقطعه طرق إمداد التهريب لقربه من الحدود وبالتالي أصبحت الخيارات محدودة لدى هذه العصابات لإدخال أي مواد مخدرة إلى داخل البلاد.

 

وأعربت المصادر عن تفاؤلها بانخفاض نسبة تهريب المخدرات إلى داخل البلاد بشكل كبير لأن المؤشرات على أرض الواقع تدل على أن عصابات التهريب لم يعد لديها الأساليب الجديدة التي يمكن أن تهرب بها المواد المخدرة إضافة إلى أن الدولة ستفرض سيطرتها على معظم النقاط الحدودية وخاصة تلك التي ترتبط مع الحدود التركية والتي تعتبر من أهم معاقل التهريب أخيراً ومن ثم تأتي الحدود اللبنانية في المرتبة الثانية.

وأشارت المصادر إلى أن وزارة الداخلية بالتعاون مع الجهات المختصة تعمل حالياً على منع إدخال أي كمية داخل سورية ومن ثم فإن سورية ستخرج من قاموس أن تكون دولة عبور أو مستهلكة وخاصة أن اللجنة العليا لمكافحة المخدرات وضعت العديد من الخطط التي تساعد على إنجاح هذا المشروع.

ورأت المصادر أن الظروف المعيشية الصعبة التي فرضتها الأزمة الراهنة على الكثير من المواطنين السوريين ونزوح عدد كبير منهم من محافظاتهم إلى محافظات أكثر أمنا دفع الكثير من النساء إلى البحث عن مصادر عيش بديلة لتأمين لقمة العيش اليومية فكانت النتيجة أن استغل أصحاب النفوس الضعيفة هذه الظروف ليغري بعض النساء بالعمل على تهريب المواد المخدرة وتكون مهمتهن أن يدخلن هذه الكميات إلى المدن لأنه في معظم الأحيان يكون هناك مراعاة للمرأة.

وأشارت المصادر إلى أن معظم الشبكات التي ضبطت لدى إدارة مكافحة المخدرات يضبط معهم نساء يعملن معهم على تسهيل إدخال المواد المخدرة معتبرة أن هذا الأمر خطير، مشددة على ضرورة محاسبة كل من يساهم باستغلال النساء بهذه الطريقة ولا سيما أن الكثير من العصابات تهدد النساء للعمل معها وهذا يعتبر نوعاً من الاتجار بالأشخاص الذي اعتبره القانون الخاص بمكافحة الاتجار من الجرائم الخطرة التي يعاقب عليها بعقوبات تصل أحياناً إلى 15 سنة بالأشغال الشاقة.

قصص من الواقع

يبدو أن كل امرأة عملت في مجال تهريب المخدرات لها قصة وأي قصة قادتها إلى السير في هذا الطريق الذي ليس له سوى نهاية وحيدة تدمير حياتها بشكل كامل تصبح في النهاية عبدة لآفة سامة قاتلة وهذه زينب التي تحاكم أمام القضاء بتهمة التهريب تروي قصتها في قاعة الجنايات بدمشق لتؤكد أنها كانت ضحية والدها الذي علّمها تجارة المخدرات.

وقالت زينب إن والدها كان يصنع مواد مخدرة وليتأكد من جودة الطبخة كنت أتذوقها نيابة عنه فتعلمت صناعة المخدرات وأصبحت أتاجر بها مشيرة إلى أن والدتها ماتت منتحرة لأن والدها منعها من تعاطي المخدرات وكانت مدمنة على ذلك.

وأكدت امرأة أخرى أن سوء المعيشة قادتها إلى العمل مع أحد الأشخاص الذي كان يعمل تاجرا وكان يحملها بأكياس كبيرة دون أن تعلم ما في داخلها لتوصلها إلى أشخاص آخرين مشيرة إلى أنه تم القبض عليه في أحد شوارع دمشق وهي تحمل كيسين تبين أن فيهما نوعا من المواد المخدرة.

واعتبرت نفسها أنها ضحية لهذا الشخص الذي قادها إلى هذا العمل دون أن تعلم مشيرة إلى أن هناك عدداً من النساء ضحية لهؤلاء الأشخاص.

سيريا ديلي نيوز


التعليقات