أقيم أمس في مقر السفارة السورية في موسكو حفل تكريم لقدامى المحاربين الروس والسوفييت الذين خدموا في سورية بدءا من العام 1973 وقدموا المساعدة للشعب السوري وقواته المسلحة الباسلة في تحقيق النصر وسحق العدوان الإسرائيلي في حينه. وقام سفير سورية في موسكو الدكتور رياض حداد بتقليد وسام الصداقة القتالية إلى العقيد المتقاعد يوري باتس الذي قاد أول فوج دفاعي جوي في سورية وغيره من المشاركين الاخرين في صد العدوان الإسرائيلي عن سورية. وقال السفير حداد في كلمة له “نكرم اليوم العقل العلمي والفكر العسكري الروسي الذي نقل خبرات الأصدقاء الروس منذ نصف قرن إلى جيشنا الوطني وهنا تتجلى القيم والمبادئ الأخلاقية في الدفاع ورد العدوان والتي لا يجوز حذفها من قاموس العلاقات الدولية لأن العالم برمته سيتحول آنذاك إلى غابة يقضي فيها القوي على الضعيف”.

وأضاف السفير حداد إن “تقديم المساعدة لسورية والوقوف معها وتمكينها من امتلاك عوامل القوة يلزم أصحاب النزعات العدوانية إعادة حساباتهم قبل التفكير بالإقدام على مغامرة جديدة لأنه مع امتلاك القوة اللازمة للدفاع القانوني تصبح تكلفة أي حماقة تفوق مردوديتها وتفتح المجال أمام تداعيات قد تفوق طاقة التحمل”. ولفت السفير حداد إلى أن المساعدات العسكرية الروسية لسورية كانت نوعية وشاملة وهي بطابعها العام دفاعية موضحا عندما نتحدث عن الدفاع الجوي على سبيل المثال “فإننا نتحدث عن حقنا المشروع وفق القانون الدولي في تحصين أجوائنا من اختراق السيادة التي عادة تعتمدها الأطراف المدعومة من القوة المسيطرة على الساحة الدولية كما هو حالنا مع “إسرائيل” التي لا تزال حتى الآن تحتل الجولان السوري بشكل يتناقض مع ما له علاقة بالقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة”. كشيرا الى إننا اليوم أمام واقع مشابه يتكرر عبر مشاركة القوى الجوية الروسية في كبح جماح الإرهاب الممنهج الذي يعصف بسورية منذ خمس سنوات مضيفا إن “العالم برمته يشهد فعالية الطيران الروسي في تدمير المئات من مقرات القيادة والسيطرة وعقد الاتصال ومراكز التدريب ومعسكرات التجمع ومستودعات الذخيرة والأسلحة ومحاور التحرك والتنقل للإرهابيين وهذا ما استطاع الجيش العربي السوري استثماره وتحقيق إنجازات ميدانية نوعية تؤكد أن ملامح القضاء على الإرهاب بشكل فعلي بدأت تلوح في الأفق”.

وقال السفير حداد “أنقل عبر هذه الفعالية شكر الشعب السوري والجيش العربي السوري وتقدير القيادة السورية لاأدقائنا وأشقائنا وشركائنا الروس في الحرب والانتصار على هذا الإرهاب العابر لحدود الدول والقارات” مؤكدا أن المواقف الشجاعة والمشرفة للرئيس فلاديمير بوتين ووزيري الدفاع والخارجية سيرغي شويغو وسيرغي لافروف وبقية القادة والمسؤولين في الأركان الروسية محل تقدير لدى الشعب السوري.

ونوه المشاركون بالصداقة السوفييتية والروسية السورية التي عمدت بالدم وأصبحت تشكل الرابط في الأخوة بين الشعبين محيين في هذه المناسبة ذكرى الطيار الروسي الذي استشهد على الأرض السورية بعد إسقاط المعتدين الأتراك لطائرته. وقدم قدامى المحاربين الروس باسم منظمتهم للسفير حداد شهادة تقدير تثمن جهوده الحثيثة في تعزيز الصداقة الروسية السورية وتوطيد التعاون بين الشعبين السوري والروسي كما قدموا للسفارة السورية راية المنظمة الروسية لقدامى المحاربين في سورية لتكون نبراسا يعبر عن عمق العلاقة بين البلدين في النضال ضد العدو المشترك. وقال العقيد يوري باتس في مقابلة مع مراسل سانا في موسكو إن “ماتشهده سورية اليوم هو بكل بساطة عدوان سافر من قبل قوى خارجية على الشعب السوري لأن هناك من لا تعجبهم سياسة السلام التي تنتهجها القيادة السورية ولذلك يعملون على محاولة إنهاك سورية وفرض سيطرتهم عليها”. وأضاف باتس “ساعدنا الشعب السوري وفقا لمعاهدة الصداقة والتعاون الموقعة بين حكومتي الجمهورية العربية السورية والاتحاد السوفييتي السابق واستطعنا آنذاك لجم عدوان إسرائيل وحماتها الأمريكيين” مشيرا إلى أن أعداء سورية يرفعون رؤوسهم من جديد اليوم ولكنهم يتناسون دروس التاريخ وبسالة الشعب والجيش في سورية والدعم الذي تقدمه لها روسيا المعاصرة الحريصة على الدفاع عن مصالح الشعب السوري. وأكد باتس عمق علاقات الصداقة الوطيدة التي تربط بين سورية وروسيا على مدى قرون مشددا على أن الأعمال العدوانية الغادرة من قبل النظام التركي ونظام آل سعود لن يكتب لها النجاح وسيكون النصر حليف الشعب السوري حتما.

من جهته قال فلاديمير أكيموف العقيد المتقاعد في الخدمات الصحية للقوات المسلحة الروسية “منذ أن وصلنا الأرض السورية لتنفيذ الواجب الأممي بمساعدة سورية في التصدي للعدوان الإسرائيلي ادركنا تلك المواقف المعادية لسورية من قبل تركيا وباقي الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي “الناتو” بقيادة الولايات المتحدة واليوم يكررون المشهد ذاته في قتل الشعب السوري وتدمير دولته المستقلة بأيدي المرتزقة الأجانب”. مضيفا: “ندرك بكل وضوح اليوم أنه بمساعدة الدولة الروسية للأشقاء في سورية لن يستطيع السعوديون ولا كل أعداء الشعب السوري أن ينتصروا على الإرادة الصلبة لسورية في الدفاع عن نفسها وإلحاق الهزيمة بالأعداء حتما وسيكون النصر حليف الشعب السوري”.

سيرياديلي نيوز


التعليقات