على هامش فعاليات اليوم الثالت لمهرجان الحرف الثقافي الأول المقام تحت عنوان درة الشرق بدار الأسد للثقافة باللاذقية قدم الدكتور هاني ودح نائب رئيس جامعة تشرين دراسة توثيقية عن الكنائس والجوامع القديمة في محافظة اللاذقية بين فيها ان وجود الكنيسة إلى جوار الجامع كان صفة سائدة في اللاذقية القديمة بشكل عام كما أن انتشار قبب الجوامع إلى جانب أبراج الكنائس أعطى المدينة طابعا معماريا خاصا يحمل ديمومة تتميز بها العمارة بجزأيها المدني والديني.

وأوضح أن مخطط مدينة اللاذقية القديمة مطلع العشرينيات كان منطلقا لاستعراض تاريخ الجوامع والكنائس التي اندثر بعضها وبقي بعضها الآخر مثل كنيسة مار اندراوس الواقعة على مدخل سوق العنابة والتي اندثرت ليطلق اسمها على كنيسة اخرى في المشروع الأول وكنيستي مار موسى ومار نقولا اللتين توحدتا معا نتيجة الزلزال الذي اصاب اللاذقية عام 1845 مع الاشارة إلى كنيسة الامطوش وهي كلمة روسية الاصل وتعني المزار وتضم احدى الايقونات العجائبية لمار جورجيوس وكنيسة مار سابا التي تحولت إلى المدرسة الارثوذكسية الوطنية.

كما أضاء المحاضر على تاريخ كنيسة الارمن التي تم بناؤها عام 1255 م على شكل خان بادئ الأمر مخصص لمبيت الحجاج أثناء توجههم للقدس وبنيت بعدها الكنيسة على شكل صليب مع الاشارة إلى كنيسة مار جورجيوس التي بنيت على أنقاض كنيسة أخرى وكانت ملحقاتها واقعة عند المدارس الفنية في سوق العنابة حيث كانت المنطقة تتبع الكنيسة بشكل كامل وكنيسة اللاتين ذات البناء المعماري المميز والمشيدة عام 1935 والكنيسة الانجيلية التي أسستها البعثة الامريكية عام 1859 وترمم حاليا للحفاظ على معمارها.

ولعل أحدث الكنائس المشيدة في اللاذقية كنيسة مار ميخائيل التي أعاد إعمارها خليل شامي إكراما لروح والديه وعلى نفس طراز الكنيسة القديمة التي حملت هذا الاسم لتفتتح عام 1997 وكنيسة مارتقلا المفتتحة منذ بضع سنوات وتتميز بالنزول اليها لعشرات الأمتار تحت الأرض.

وأوضح الدكتور ودح أن الجوامع لها قصة مشابهة لتاريخ الكنائس في المدينة فبعضها ما زال قائما منذ قرون خلت وأخرى لم يعد لها أثر كالصواف والشعراني والبرهاني والحكيم والشومان والزاوية حيث ان اكثر الجوامع القديمة شهرة والتي ما زالت قائمة حتى الآن هو جامع المرفأ الذي يتميز بالدخول اليه من المئذنة مع وجود مستودعات قديمة للتخزين تتبع له لاستقبال البضائع القادمة من المرفأ اضافة إلى جامع المشاطي في الصليبة الذي يعد نموذجا للحالة العمرانية التي سادت المدينة آنذاك وتتجسد بوجود المسجد والسوق والحمام إلى جانب بعضها البعض الأمر الذي ما زالت ملامحه ظاهرة في هذه المنطقة حتى وقتنا الحاضر.

وتابع إن جامع البازار يأتي كنموذج للعمارة الاسلامية التي ما زالت ملامحها ظاهرة حتى الآن وجامع المغربي الذي بناه الشيخ أحمد الحلبي على مرحلتين ويعتبر أيضا من جوامع المدينة القديمة القائمة على تلة القلعة في مكان يشرف على المدينة من جميع جوانبها كما استعرض أيضا تاريخ كل من جامع الجديد الذي بناه سليمان باشا الشهير بابن العظم عام 1726م وجامع العوينة المبني عام 1707م وجامع الشيخ ضاهر المبني عام 1210 م.

سيرياديلي نيوز


التعليقات