أظهرت بيانات أن كبار مصدري النفط الخام في «منظمة البلدان المصدرة للبترول» (أوبك)، يضخون أكثر من المطلوب بنحو مليوني برميل يومياً، وهو الفائض الأكبر في ما لا يقل عن 10 سنوات.

ووفق بيانات لوكالة «رويترز»، أنتجت «أوبك» 30.27 مليون برميل يومياً في الربع الأول من العام الحالي. وتوقعت «إدارة معلومات الطاقة الأميركية» أن تزيد «أوبك» الإنتاج بدرجة أكبر إلى نحو 30.36 مليون برميل يومياً في الربع الثاني.

ويشير محللون إلى أن الأعضاء الرئيسيين في «أوبك» ومنهم السعودية والعراق والكويت والإمارات، زادوا الإنتاج في الشهور الأخيرة في محاولة لتعزيز حصصهم في السوق قبيل الرفع المحتمل للعقوبات الإقتصادية المفروضة على إيران. لكن الطلب على نفط «أوبك» أقل كثيراً من هذا المستوى. وتؤكد جهات رئيسة معنية بالتوقعات الخاصة بقطاع النفط ومنها «أوبك» و «وكالة الطاقة الدولية»، أن الطلب على نفط «أوبك» بلغ 28.34 مليون برميل يومياً في المتوسط من كانون الثاني إلى آذار ويُتوقع أن يرتفع قليلاً إلى 28.37 مليون برميل يومياً في الربع التالي.

ويترك ذلك في السوق فائضاً قدره 1.92 مليون برميل يومياً في الربع الأول و1.99 مليون برميل يومياً في الربع الثاني، وهو أعلى فائض في المعروض منذ عشر سنوات على الأقل، ودفع مخزون الخام في مناطق كثيرة من العالم إلى مستويات قياسية.

إلى ذلك، أعلن مصدر أن «شركة تسويق النفط العراقية» (سومو) أبلغت شركاءها أن بوسعهم بدء تحميل خام البصرة الثقيل بدءاً من ايار بدلاً من الخام الخفيف الرئيس، وأن في وسعهم تحميل الخام الثقيل الجديد من جنوب البصرة.

لكن اثنين من الشركاء اللذين سيتسلمان الخام الثقيل قالا إنهما باعا بالفعل خام البصرة الخفيف الذي خصص لشركتيهما قبل شهر أو اثنين للتحميل في نيسان وأيار. وأشار مصدر في الشركة رفض الكشف عن اسمه اتباعاً لسياسة الشركة «كنا نتوقع إطلاق خام البصرة الثقيل في حزيران لكنه حدث في وقت أقرب من المتوقع». وأضاف: «قد يؤثر هذا في نحو 30 مليون برميل من الخام التي بيعت فعلاً كخام خفيف بناء على السعر الرسمي لبيع الخام».

في الأسواق، استقرت أسعار النفط قريباً من أعلى مستوياتها هذه السنة والتي سجلتها في الجلسة الماضية، لكنها ظلت في طريقها لتحقيق مكاسب أسبوعية بعد تجدد الضربات الجوية في اليمن، ما أجج المخاوف في شأن أمن إمدادات الخام من الشرق الأوسط.

وارتفع سعر «برنت» في العقود الآجلة تسليم حزيران 22 سنتاً إلى 65.09 دولار للبرميل بعد أن زاد 2.12 دولار عند التسوية أول من أمس. وزاد سعر الخام الأميركي الخفيف في عقود حزيران 8 سنتات إلى 57.82 دولار للبرميل، بعدما سجل أول من أمس أعلى مستوى في العام الحالي بلغ 58.41 دولار.

في سياق متصل، رفع بنك «سوسيتيه جنرال» توقعاته لأسعار النفط الخام بدعم تكهنات بعودة التوازن إلى سوق النفط العالمية نتيجة انخفاض وشيك في الإنتاج الأميركي. ورفع المصرف توقعاته لمتوسط سعر «برنت» هذه السنة بواقع 4.33 دولار إلى 59.54 دولار للبرميل، وزاد أيضاً التوقعات للخام الأميركي 4.28 دولار إلى 53.62 دولار للبرميل.

وأفاد في مذكرة بحثية بأن إنتاج الخام في الولايات المتحدة وصل إلى مرحلة الاستقرار ويُتوقع أن ينخفض قريباً الشهر المقبل. وأبقى توقعاته لأسعار النفط ما بين 2016 و2019 من دون تغيير.

سيرياديلي نيوز- الحياة


التعليقات