تعود الحياة إلى المدينة الصناعية في الشيخ نجار تدريجيا مع أصوات المعامل وإصرار أصحابها على العودة إلى العمل بالرغم من الأضرار الكبيرة التي لحقت بها جراء إجرام التنظيمات الإرهابية المسلحة.

نحو 300 معمل ومنشأة بدأت بالعودة الى العمل إما بشكل جزئي أو بشكل كامل حسب توافر المواد الاولية اللازمة لاقلاعها من كهرباء ومازوت وفقا لرئيس اتحاد غرف الصناعة فارس الشهابي الذي يشير الى أنه من المتوقع ان يصل عدد هذه المعامل إلى 600 خلال العام القادم فور توفر الكهرباء والمازوت.

ويقول إن إعادة العمل بهذه المنشات تشكل تحديا لمخططات الدول المتآمرة على سورية وعلى رأسها نظام أردوغان وحكومة حزب العدالة والتنمية التي كان همها الأول والأخير تدمير وسرقة المدينة الصناعية لصالح مدينة غازي عنتاب الصناعية المحدثة حديثا، لافتا إلى أن جهودهم باءت بالفشل بدليل عودة الحياة لهذه المعامل واقلاعها من جديد.

كما اوردت وكالة الانباء "سانا"بدوره يوضح مدير المدينة الصناعية بالشيخ نجار الدكتور محمد هندية أن إدارة المدينة أنجزت نحو 80 الى 90 بالمئة من أعمال تأهيل وصيانة الشوارع وإزالة الأنقاض وتنظيفها لتمكين الصناعيين من الوصول اليها لافتا الى أن اعمال الصيانة للمنشات تتم بشكل فردي من قبل اصحابها وخاصة بالفئة الثانية.

ورغم الدمار الكبير الذي ألحقته التنظيمات الإرهابية المسلحة بخطوط الشبكات الكهربائية تمت صيانة احدى المحولتين الأساسيتين لرفد المنشات الصناعية بالكهرباء وفقا لهندية الذي يعول على الربط الكهربائي مع المحطة الحرارية لتأمين كمية كافية من الكهرباء، أما بالنسبة لشبكات المياه يبين هندية أنه يتم حاليا الاعتماد على الآبار الموجودة في المنشات الصناعية حيث تعتمد 80 بالمئة من هذه المعامل عليها بضخ المياه نتيجة تدمير محطات الضخ والخزانات وسرقة الجزء الأكبر منها وتهريبه إلى تركيا.

ووفق هندية تمت إعادة تفعيل خدمات الهاتف الأرضي والاتصال الخليوي في المدينة الصناعية موضحا أن مباني النافذة الواحدة التي كانت مدمرة بالكامل تم تجهيز 80 غرفة منها وتحضيرها بشكل جيد لاستقبال الصناعيين.

وحول واقع الاستثمار بالمدينة الصناعية يؤكد هندية أن إدارة المدينة تلقت نحو 2500 طلب من الصناعيين لإدخال المواد الأولية وإخراج مواد مصنعة وصيانة الآلات منذ بداية الشهر السابع ولتاريخه كما تم توزيع نحو 5ر2 مليون ليتر مازوت على المنشآت الصناعية العاملة.

وتستوعب المدينة الصناعية نحو 6500 مقسم وعدد المكتتبين المخصصين بالمدينة الصناعية وصل حتى الآن الى نحو 3300 صناعي، وكان نحو 1200 معمل قيد الانتاج قبل الأزمة التي تمر بها سورية فيما بلغت روءوس الأموال الموجودة كاستثمارات 200 مليار ليرة وعدد الشركات الاجنبية نحو 78 شركة منها 27 شركة استثمار تركية مستقلة.

ويعمل الصناعي مجد شمان صاحب منشاة للخيوط النسيجية على إعادة تاهيل منشاته بهدف الاقلاع بالعمل من جديد ويطالب بالاسراع بتامين الكهرباء للمنشات بالمدينة الصناعية أو توفير مادة المازوت كونها تشكل العمود الفقري لهذه المنشات، في حين يشير الصناعي محمد جمول صاحب منشأة لصناعة الألبسة الجاهزة إلى أنه عاد لمواصلة عمله في المدينة بالرغم من أعمال التخريب التي قامت بها التنظيمات الارهابية المسلحة، مطالبا أيضا بتوفير الكهرباء لمنشاته ليستطيع العودة للانتاج والمنافسة من جديد.

ويوضح محافظ حلب ورئيس مجلس إدارة المدينة الصناعية الدكتور محمد مروان علبي أن المحافظة تعمل على تقديم جميع التسهيلات اللازمة لأصحاب المنشآت الصناعية كتوفير المشتقات النفطية وخاصة مادة المازوت ومتابعة عمليات صيانة الشبكات الكهربائية وإعادة تأهيل وصيانة البنى التحتية، إضافة إلى التنسيق مع الجهات المعنية لتقديم التسهيلات المتعلقة بايصال المواد الأولية اللازمة للانتاج الى المدينة الصناعية وكذلك تسهيل عملية تصدير المنتجات.

وتبلغ مساحة المدينة الصناعية بالشيخ نجار كاملة نحو 4412 هكتارا وتتركز فيها 4 صناعات نسيجية وهندسية وغذائية ودوائية إضافة لصناعة البرمجيات، وبارتفاع عدد المعامل المنتجة من 95 معملا في شهر أيلول إلى 300 معمل حاليا يؤكد السوريون إصرارهم على الحياة وتشبثهم بوطنهم ومواجهة جميع التحديات في سبيل الوصول الى سورية المتجددة التي ينشدون.

سيريا ديلي نيوز


التعليقات