خاص سيريا ديلي نيوز- ايفانا ديوب

 ما ان تخطر كلمة (العيب )على البال حتى تتداعى معها وبشكل عفوي كلمة (المرأة) وتبدو المسألة طبيعية وبديهية ...فهذا الموروث عمره عمر المجتمع وقيمه السائدة فالعيب :مصطلح تتعامل معه المجتمعات كل حسب قيمه وأعرافه وتقاليده الا أنه يأخذ منحى محصورا بالأنثى دون الذكر في مجتمعاتنا العربية وهذا ماتعززه التربية الأسرية والبيئة الاجتماعية بكل أبعادها حيث لعبت العادات والتقاليد دورها في هذا المجال وأصبحت الآراء الاجتماعية التي تراكمت عبر السنين ميراثا اجتماعيا وثقافيا مثقلا بالاحباط والتكبر والحصار والرغبة بالتفوق والسيطرة والسؤال هنا :هل العيب محصور بالمرأة أكثر من الرجل ؟ ألا يسيء العيب للرجال تماما مثل المرأة وبنفس الدرجة!!! للوقوف على هذا الأمر التقيت بعض الرجال والنساء ،فكانت هذه الآراء المثيرة للاهتمام والمتابعة
موروث اجتماعي كان هذا السؤال للوهلة الأولى صادما للكثير ممن التقيتهم وتحدثت اليهم حيث بدت على وجوههم ملامح الاستغراب من سؤال عرف جوابه سلفا لأنه محفور في اللاشعور عندهم ولايحتاج الى تفكير عميق (فالعيب)ببساطة شديدة تتحمل مسؤوليته المرأة أكثر من الرجل يؤكد هذه الحقيقة /موظف عمره 40عاما /بقوله:أي عيب ترتكبه الفتاة مهما كان نوعه ينعكس على الاسرة كلها ويضيف بانفعال شديد :كيف لا وسمعة العائلة كلها متعلقة الى حد كبير بسمعة المرأة !!
مايحق للرجل لايحق للمرأة عادة تبررأفعال الرجال على مبدأالمقولة السائدة (مايحق للرجل لا يحق للمرأة )والأمثلة في الواقع أكثر من أن تحصى ،ابسطها :من المعيب أن يعلو صوت الفتاة ،وقد ينتقد أحدهم ابتسامتها بينما الشاب اذا وصلت ضحكته حد القهقهة والقرقعة فلامشكلة تقول / مها 24عاما طالبة جامعية /هكذاتبقى الفتاة معتقلة دائما وأبدا في سجن الممنوعات وفي شرنقة المحرمات وحالة العيب فيما هو متاح وماهو ممنوع،وتضيف :فلنأخذ على سببيل المثال مسألة تدخين الفتاة -مع أني ضد التدخين _هي مسألة تقع بين مد وجزر في المجتمع وفقا لعادات كل بيئة .فنجدها محرمة تماما في مجتمعات معينة وعادية في مجتمعات أخرى وهي بالمجمل تقع ضمن اطار العيب الاجتماعي الذي لايحبذ منظر الفتاة تدخن في الشارع أوالاماكن العامة (حتى البيئات التي لا تمنعه) بينما هو حق طبيعي للشاب ويعد بديهيا ولا مجال لمناقشته في كل البيئات وتختم قولها:أنا ضد أي تصرف مسيء أو معيب ولكن اذا اردنا الانصاف يجب أن تكون هناك نظرة موضوعية لكلا الطرفين
حقا كفله الشرع والقانون وضيعته العادات والتقاليد هناك قضايا معمقة منها:قضايا الميراث حيث يشملها مفهوم العيب هي أيضا وهنا تفعل العادات والتقاليد فعلها . أم حسن (40سنة ربة منزل)تقول :في كثير من المجتمعات نرى أنه من المعيب أن ترث الفتاة أوتطالب بذلك وهذا الحق كفله الشرع والقانون ولكن العادات والتقاليد ضيعته للأسف الشديد.

المجتمع يجرم المرأة ويهادن الرجل من الواضح أن لشرف المرأة في المفهوم السائد مكانه أساسية في حياة العائلة فهي تفقد كيانها وتطعن سمعتها ان قدمت على فعل مسيء لشرفها ،فالأمر هنا أكثر جدية وصرامة ؛فالعقل البشري لا يمكن أن يتحمل مثل هذه السلوكيات التي تمس شرف الأسرة بأكملها .

تقول مايا 37سنة محامية :المرأة تعاقب بأشد العقوبات لتصل الى حد القتل اذا اقدمت على فعل مسيء (للاخلاق والشرف)بينما لايحاسب الرجل بالطريقة نفسها اذا ارتكب مثل هذه العيوب .فالمجتمع يجرم المرأة ويهادن الرجل ،فهو يغفر للرجل خيانته لزوجته ىأو حبيبته وانغماسه في الرذيلة واللهو والعبث ولكنه لايغفر للفتاة اخطاءها واذا أردنا الالتزام بالشرف كمفهوم أخلاقي فعلى الرجل والمرأة الابتعاد عن ارتكاب المعاصي والافعال المسيئة بكل أنواعها

وتضيف :يجب ان يكون هناك عدل في المعاملة فالعيب والخطأ يتحمل مسؤوليتهما الرجل مثل المرأة تماما ويجب أن يحاسب كما تحاسب وبنفس العقوبة

مفاهيم تخلخلت بحكم التطورات الا أن ما نلحظه اليوم أن الكثير من المفاهيم تخلخلت بحكم التطورات التي طالت المجتمع ومفاهيمه في ظل سيادة العولمة المزعومة بفضائياتها اللامتناهية ودخول المجتمع عالم الانترنت والاعلام المفتوح على كل الاتجاهات اضافة الى الوضع الاقتصادي والمعاشي

تؤكد ذلك (لارا 32سنة معلمة مدرسة)بقولها:حتى الأمس القريب كانت مهنة الغناء عيبا يطول الشباب والفتاة معا لكن فيما بعد أصبح شبه عادي للشاب ..وبقي معيبا نسبيا للفتاة ...أما اليوم فحدث ولاحرج اذ أصبحنا نرى كيف يشجع بعض الآباء بناتهم على المشاركة في البرامج المختصة بانتقاء المطربين وسواها من البرامج كالتمثيل مثلا وأيضا مسألة التدخين في الأماكن العامة وغيرها هي الأخرى خضعت لتلك التأثيرات .

كلمة لا بد منها....... ينبغي فهم العيب ضمن مفهوم الاخلاق الواسع الذي يتعلق بالصدق والامانة والعلم وعدم تقزيمه واختزاله بالمرأة أو بجسدها تحديدا فالمرأة انسان يتساوى مع الرجل في الحقوق والواجبات انها انسان يخطئ ويصيب مثلها مثل الرجل .والعيب يسيء للرجل ولسمعته ولشرفه تماما كما يسيء للمرأة وبنفس الدرجة .ومن الطبيعي والضروري أن نضع قواعد وآدابا تتعلق بالعيش الكريم بعيدا عن كل ماهو معيب .وهذه القواعد والآداب لاتتحقق الا بزرع مفهوم (الكرامة)في عمق كل فرد سواء كان رجلا أم امرأة

الختام كان للأنسة أريج النقري المديرة التنفيذية لموقع سيريا ديلي نيوز الالكتروني حيث أعطت  رأيها بهذا الموضوع قائلة:
أن العيب ككلمة هو موجود في أدق تفاصيل حياتنا ولا يمكن فصله أو تصنيفه ..فالعيب موجود وهو خطأ مرتد بفعل عمل قد يقوم به أي شخص ان كان ذكر أم انثى
ولكن عندما نريد الفصل والتفضيل بهذه الكلمة ( العيب*) بين الذكر والأنثى وخصوصا في مجتماعتنا العربية ...هنا يكمن الخطا الفادح و ( العيب الأعظم) هكذا أراه...فكما لللذكر رأي وموقف وخصائص وحق في الحياة للأنثى أيضا المثل
الفصل صعب جدا فالعيب عيب ان كان المقترف ذكر أو انثى وكلاهما يتمتعان بنفس خصائص على الأقل بالحدود الدنيا
وعندما ندخل بالفصل فهي ترجع للبيئة والعادات والشريحة المتوجهين لها ولكل منها نظرة بالفطرة وليس بالمنطق

سيريا ديلي نيوز


التعليقات


Hassan Alnajjar
ثقافة العيب قيمة من قيم المجتمع تخضع إلى ميزان القبول والرفض، ومعيار القبول والرفض يختلف من مجتمع إلى آخر ومن فرد إلى آخر دون الارتباط بالجنس أوالنوع البشري.

Hassan Alnajjar
ثقافة العيب قيمة من قيم المجتمع تخضع إلى ميزان القبول والرفض، ومعيار القبول والرفض يختلف من مجتمع إلى آخر ومن فرد إلى آخر دون الارتباط بالجنس أوالنوع البشري.

ariagalnkare
شكرا لمشاركتك القيمة أستاذ حسان النجار ولكن أتمنى لو أعطيتنا رأ]ك الشخصي ليكون مثال قيم لمتابعينا من خلال نظرتك القيمة لمثل هكذا موضوع

ايفانا ديوب
شكرا لرأيك القيم ووجهة نظرك استاذ حسن وتوصيفك لمفهوم العيب بانه ثقافة وانا اضم صوتي لصوتك بان ندعم هذه الثقافة ونكرسها ببلدنا من خلال تعزيز هذا المفهوم والتحاور به ومعالجته ومناقشته من خلال اخخصائيين تربويين ونخبة شبابنا بهدغ التوعية والتربية الحثيثة ...شكرا لرايك استاذي