خاص سيريا ديلي نيوز- ايفانا ديوب

 ان عملية التطوع من أهم المواضيع التي يجب أن تطرح وتناقش وتنال أهمية كبرى والعمل التطوعي من أقوى العوامل المؤثرة في اعداد الجيل الجديد لأنها تدخل ضمن تكوين الفرد خلقيا ونفسيا وذاتيا واجتماعيا وثقافيا ....والتطوع هو جهد نابع عن ارادة ذاتية اوجهد قائم على خبرة ومهارة مكتسبة ذاتيا أو الجهد المبذول لايقابله جزاء مادي وان مايقابله الجزاء المعنوي مثل شهادة شكرا او تضحية بوقت او جهداو مال
ولاشك ان للعمل التطوعي اهمية كبيرة وجليلة تؤثر بشكل ايجابي في حياة الفرد
والمجتمع والاسرة ويساعد على من الاخاء والقيم النبيلة والتكاتف الاجتماعي وكفيل بتنمية القدرات الذهنية وتأصيل المبادئ الاخلاقية والاسلامية والتعاطف والتسامح الذاتي ومع الاخر والمبادرة الى القيام بالاعمال الانسانية والتفاني بها ويساهم في تحسين المستوى الاقتصادي والاجتماعي والاحوال المعيشية واستثمار اوقات الفراغ بشكل افضل وامثل وهوركيزة اساسية للمشاركة والتعاون والاخاء والعمل التطوعي بمجمله عمل غيرربحي وغير وظيفي او مهني ويقوم به الفرد اومجموعة من الافراد في سبيل تقديم اية مساعدة لانه شريحة من شرائح المجتمع وتنمية مستواها المعيشي بغض النظر عن زمان توقيتها ومكانها والتطوع اكدت عليه جميع الديانات السماوية وخاصة الديانة الاسلامية بقوله تعالى(ومن تطوع خيرا فان الله شاكر عليم )فإذن التطوع قرار وراي ذاتي يتخذه الفرد بنفسه لتقديم طاقته في تحقيق هدف معين بحيث يخدم هذا الهدف المجتمع ويساعد في تنميته والارتقاء به ومن التطوع نستنبط كلمة المتطوع وهو الشخص الذي يتمتع بمهارة او خبرة معينة لاداء واجب اجتماعي طواعية يصب لهدف وغاية اجتماعية محضة
وسؤال يخطرببالنا ويترددكثيرا في مخيلتنا لماذا التطوع وهل تتقاضى راتبا؟؟.........؟!!!!!!!!!!!
بالتطوع نبني وننهض ونحيا لنبقى ونستمر في نهجنا ومنهجنا كلها تتمخض بشيء يسمى دوافع التطوع والتي تتجلى باحساس المتطوع بالمسؤولية تجاه وطمه ورغبة منه في اكتساب مهارات جديدة خصوصا عندما يجد الشخص المتطوع ان هناك عمل يؤديه ومسؤول عنه فانه يبدأبالشعور بروح الانتماء لهذا العمل وتزداد لديه الرغبة في القيام بأعمال جديدة ويتيح بذلك الفرصة لقدراته الكامنة بالنمو والتطور ويتسم العمل التطوعي بتوافر الخبرات والتاهيل العلمي المناسب العنصر الثقافي مهم لدى المتطوع والقدرة على العطاء والنضج الفكري والعقلي والانفعالي واللياقة والقدرة على التصرف ومواجهة الموقف المفاجئ ويحفز على التعاون بين المتطوعين لتنمية روح المحبة والتعاون والالفة لتكريسها في خدمة المجتمع والفرد والوطن لانها مسؤوليتنا لابرازها بالشكل السليم والصحيح

وقد برز دور العمل التطوعي بشكل كبير خلال الازمة والهجمة الشرسة التي تتعرض لها سورية من خلال التطوع في المؤسسات الاجتماعية والاهلية والخيرية ومنها الهلال الاحمر وبصمة شباب سورية ولجان شبابية تعمل ليل نهار وبشكل متواصل بهدف احساسها بالمسؤولية تجاه وطنها وشغفها وعشقها الكبير لسورية ودورها وواجبها لرسم الابتسامة على وجوه اطفال وذوي الشهداء والمساهمة في تامين السلل الغذائية لهم وللمهجرين وقدقام هؤلاء المتطوعين بدور مهم تاركين اثرا مميزا خلال الازمة وتطوعهم في هذه المؤسسات والجمعيات كان يصب في التنفيذالمباشر لخدمات الكساء والغذاء والمعونات المادية والمعنوية للمهجرين والقيام ببرامج العلاقات العامة والتوعية وفعاليات بكافة المجالات من خلال استقطاب كافة شرائح المجتمع ومنها العمل الخدمي والمؤسساتي كلها قام بها شباب متطوع مثقف واعي ومسؤول وخير شاهد على ذلك مؤسسة بصمة شباب سورية التي قدمت وقامت بأعمال جلية وواقعية على الارض كان شعارها نكون حيث يجب ان نكون ونحن قد الامانة هذه المؤسسة عملت ودأبت كثيرا من خلال شباب واعي ومثقف ومسؤول استقطب معظم الخبرات واكفأ الشباب لتنمية ثقافة التطوع واهميتها في مواجهة هذه الازمة ومكافحة الارهاب وان تقول كلمتها بكل حق وموضوعية وقد ساهمت هذه المؤسسات وبرز دورها خلال هذه الحرب بتقديم خدمات للمجتمع والوطن وتعرفت على مسببات المشكلات الاجتماعية التي يعانيها مجتمعنا من تهجير ومراكز ايواء وتشريد ووالخ وعملت ولاتزال تعمل على مكافحتها وايجاد الحلول المناسبة لها ونظمت حملات التوعية وجمع التبرعات وبالعموم هذذه الجمعيات التطوعية خلقت وكرست روح القيادة لدى المتطوع لادارة الازمة وكيفية مواجهة الارهاب ومكافحة الفساد هذا هو جوهر التطوع ومدى اهميته وماهيته في ادارة الازمات وأثره على المجتمع والفرد والوطن هذا رأيي كمحررة ومتطوعة في احدى هذه المؤسسات وافتخر بهذا العمل الذي أضاف لي طابعا مميزا على شخصيتي وافكاري

لذلك اصدقائي القراء والشباب المتطوع في هذه المؤسسات التطوعية قمت باستبيان وذلك من خلال توجهي ببعض الاسئلة لفئلت متعددة من شرائح مجتمعنا على امتداد وطننا الغالي في الداخل والخارج فمنهم الباحث والكاتب والاعلامي والتاشط السياسي والمتطوع والمسؤول عن الفرق التطوعية وكانت الاسئلة كالتالي ماهو رأيكم بالعمل التطوعي وكيفية تطوير العملية التطوعية وبروزها خلال الازمة وبكثرة وهل هناك خطة مستقبلية لتطويرهذه المؤسسات التطوعية وتفعيل دورها بعد الازمة ؟؟؟؟؟؟؟

وبخصوص هذا الموضوع قال الباحث والكاتب يعقوب مراد معبرا عن رأيه :بعد سلسلة من الانكسارات والهزائم والصدمات المتلاحقة الغير متوقعة بسبب انتحار الضمير الانساني بكل مايحويه من انسانيتنا المعذبة التي كنا نتمنى أن نعيشها بالمحبة والامل بفرح يرسم أحلامنا بعفوية لحظة حب صادقة ..ولان هناك الكثير من الناس وان اختلفت ظرفهم وامكانياتهم بحاجة لمن يخفف عنهم ويقف معهم في مصابهم ليكونوا لهم متنفسا لمشاعرهم الحزينة لما أصابهم من جراء مايشهده الوطن من موجة عنف ورعب وتخوين وقتل طال شرائح مختلفة من المواطنين ،فقضت نار الفتنة على أرزاقهم أو فقدوا أحبة لهم بتفجيرات شيطانية غريبة على واقعنا وحياتنا ؛كان لابد لمن يقف معهم ليرموا عزلتهم ويواسوهم في احزانهم ويساعدوهم في تعويض بعض مافقدوه ويتسلحوا ببهجة النفس ليعودوا للحياة متصالحين مع أنفسهم أولا ومع الحياة ثانياً....أقول نعم نحتاج لمثل هذه المبادرات الانسانية ،ونشد على أيدي كل الذين ساهموا وشاركوا في بناء هذه المبادرات وبعض انجازاتها التي بدأت تظهر وتعطي ثمارها ونشجع للتعاون معهم وفي هذا الوقت بالذات لنكون كلنا يداًواحدة ولنساهم في تخفيف ولو جزء صغير من هذا الكم الكبير من الحقد والكره والقتل والتجيش الاعلامي الذي ساهم في فقدان الثقة والامان ..ولتبقى سورية مهد الانسانية ...ولكن حتى لاتتحول هذه الجمعيات او المبادرات عن أهدافها الانسانية الى تجارةالخ...نطالب ان تكون هناك لجان مراقبة شفافة تشمل كل كشوفات الوارد والصادر ومصدر أموالها ومعرفة الجهات المنتفعة والاطلاع على نشاطها ومحاضرها

والصديقة الغالية وارائعة اريج النقري أضاف كلامها أنغاما رائعة على هذاالموضوع من خلال تغريدها :بالنسبة كفتاة جامعية تحاول التعرف باستمرار على مكنونات الحياة وتكوين شخصية مستقلة وخاصة من خلال العمل الاجتماعي والمهني جاءت الامور متسارعة بالنسبة لنا لما عشناه من ظروف حرب قاسية تسارعت من خلالها وتيرة الحياة وأصبحنا مجبرين لتكوينة معينة لنستمر ولنثبت وجودنا ...وهنا جاء العمل التطوعي منه الاغاثي والمهني والميداني له عدة أوجه متنوع بالاتجاهات ولكن الهدف واحد وهو القيام بواجب أخلاقي مهني يساعد الآخرين ويدعم من هم بحاجة دون النظر للمردود المادي ..وهنا كان يوجد من عدم استيعاب مفهوم التطوع لدى شرائح متنوعة من الكبار وحتى الشباب فبعضهم لايؤمن بها وبعضهم لايحبذون أو غير متأقلمين بمثل هذه الاجواء ....وكتجربة شخصية لي :اتت داعم رئيسي لشخصيتي كتكوينة عملية قادرة على النقاش والعمل والحوار والتعامل بروح الجماعة واليد الواحدة .هي تجربة تثبت على مدار طويل نتائجها وبركتها لذلك أنصح أي شاب وشابة بصقل قدراتهم من خلال التطوع والعمل الميداني ولو يومين بالاسبوع وأنتم الرابحون بالنهاية لانه قدتفتح لكم أبواب تمكنك الاحتكاك بالعالم الخارجي الاجتماعي المتنوع بكافة قطاعاته وشرائحه..


والناشط السياسي المتألق بحضوره الاستاذ باسل خضور قال :التطوع هو احد أنبل الأعمال التي يقوم بها البشر فهو العمل لأجل المجتمع دون مقابل هذا النوع من الأعمال موجود في المجتمعات المتحضرة فقط وهو منظم بشكل عام وظهر في سورية نتيجة الاحداث ونتيجة احساس الشعب بواجبه تجاه بلاده والمجتمع وهويدل على أصالة المجتمع السوري وبنيته الفكرية السليمة وكانت كافة الديانات السماوية قد حضت على هذا النوع من الاعمال فالدول بشكل علم قادرة على تحمل الاعباء العامة في الظروف الاعتيادية لكن في ايام الكوارث الطبيعية والحروب تحتاج الدولة الى نهضة الامة بكاملها للمساعدة في تقديم العون للبلاد وهذا ماأحسن فعله الشباب السوري الذي قام بتنظيم نفسه منذ بداية الازمة وحتى يومنا هذا فكان مثال يحتذى به وسنداًحقيقيا للدولة في اماكن غيابها وقام بسد العديد من الثغرات التي خلفتها الازمة السورية ...أما بالنسبة للشباب السوري فأنا أتمنى عليه أن ينبذ الخلافات الجانبية ويعمل لأجل سورية مع الحرص ألا تتحول هذه التجمعات الى مطية لتجار الازمة بحجة تقديم الدعم ليظهروا بها على حساب الشباب السوري الذي قدم بدون مقابل في أصعب الظروف
والاستاذ رامي الحلبي مسؤول سورية بتجمعنا تحدث عن تجربته وعبر عن رأيه قائلاً...العمل التطوعي ظاهرة مهمة للدلالة على حيوية الناس وايجابياتهم ومؤشر على مدى تقدم الشعوب والمجتمعات ....قد يختلف بحجمه واتجاهاته ودوافعه من مجتمع لآخر ومن فترة زمنية لأخرى ليزداد فترة الكوارث والحروب وهي ليست ظاهرة غريبة عن بلدنا فهو كان موجوداًولكن بتجارب خجولة ومع بداية الازمة والحرب على سورية بدأهذا العمل بالتوسع حيث أخذ مفهوماًأكبر وبدأ يتأطر ويتنظم وفق أسس وضوابط تتناسب مع الازمة واخذ اشكالا متعددة منها العمل الخيري الاغاثي من مساعدة الاسر المحتاجة من اخوتنا المهجرين وعائلات الشهداء ...اضافة للعمل التنموي ليكون بذلك رديفا للدولة كتلرميم المدارس المتضررة من الارهاب ونشر ثقافة العمل التطوعي لدى فئة

الشباب عبر ندوات وأنشطة متنوعة ...وما أحوجنا اليوم لهذا العمل ونحن بمرحلة اعادة الاعمار اعمار الوطن اجتماعيا ونفسيا ومعنويا والتي لاتقل أهمية أبداًعن اعادة اعمارالبنى التحتية ....ومع ذلك مايزال مفهوم العمل التطوعي وان تنامى مؤخرا ولكنه مازال بحاجة للمزيد من التنظيم وايصال فاعليته وكيفيته لمختلف شرائح المجتمع لنكون معا يدا واحدة في بلسمة آلام الوطن

فالوطن لايعمر الا بجهود أبنائه ...وهذا ماخث عليه السيد الرئيس في خطاب القسم واكد دائما على أهمية ثقافة التطوع والعمل التطوعي ...وللعمل التطوعي الكثير من النتائج والاثار الايجابية على صعيد الفرد والمجتمع فمن السلام الداخلي الذي يتولد لدى من يقوم بهذا العمل حيث لايوجد شعور أجمل من تقديم المساعدة لمن يحتاجها ونشر الفرح والخير في النفوس وان يكون الانسان ذو بصمة ايجابية في كل مكان يمر فيه ...الى نشر ثقافة التعاون والتكافل بين شرائح المجتمع وعلى كافة الاصعدة

بالتاكيد قد يعترض هذا العمل الكثير من الصعوبات والعقبات ولكن الادارة القوية ومحبة الوطن المتأصلة تدفعنا دائما لتحقيق المزيد وتقديم الافضل للوطن ولاخوتنا في الوطن وبالامل والكثير من العمل

والالتزام بيرجع بيعمر الوطن ...

هكذاتعددت الاراء ووجهات النظر بتسليط النور على التطوع وكل تحدث عن تجربته الخاصة نعم علينا العمل على تطوير الثقافة التطوعية وتغذيتها بالوسائل المناسبة فيمايعود بالفائدة والمنفعة على طاقات وامكانات شبابنا لتوظيفها في مكانها المناسب

وللحديث بقيةو في ملحق اخر مع التطوع والمتطوعين بلقاء خاص وحصري على سيريا ديلي نيوز مع الاستاذ أنس يونس رئيس مجلس أمناء مؤسسة بصمة شباب سورية..

 

 

 

سيريا ديلي نيوز


التعليقات