مع بداية هجمات برد الشتاء وسياط الصقيع اللاسعة التي أصابت الجيوب قبل القلوب، وتدني درجات الحرارة وهطول الأمطار، يحتار المواطن في الطريقة التي يجب أن يتبعها لتأمين مصدر التدفئة فالدخل مهدود ومسنود بحصاة كما يقال!! والكل يتسأل هل هذا ما وعدت به الحكومة ؟؟ومن مصادر التدفئة المتعارف عليها لدى المواطن السوري.. المازوت.. إلا أنه لن يذهب الى هذا الخيار لأن أسعاره مرتفعة وبالكاد يستطيع تأمينه لاستخدامات 

فارتفاع سعر الليتر الواحد إلى 80ليرة سورية رسمياً وأكثر من 110ليرة سورية فعلياً لدى المحطات وعمولات الصهاريج والنقص والتلاعب بالعدادات حوّله من مصدر للدفء الى مصدر لمعاناة المواطن في ظل غلاء فاحش لايرحم!!‏  

وفي استطلاع لإراء بعض المواطنين حول الموضوع.

شد الإحزمة والادخار

لارا المقداد"معلمة" تقول :بعد أن نخر البرد عظامنا في الشتاء الماضي… قمنا بشد الأحزمة والادخار ما أمكن على حساب بعض الحاجيات الأساسية والضرورية… لتأمين مازوت التدفئة بعد أن تضاعفت أسعاره مقارنة بالعام الماضي.. ومع ذلك فالمازوت كالغذاء والماء لايمكن الاستغناء عنه في خضم الشتاء. لدي أربع أولاد أحدهم في الشهادة الثانوية وآخر في الشهادة الإعدادية والباقون في المرحلة الإبتدائية.. لذلك فأنا مجبرةعلى إشعال مدفئتين واحدة لطالبي الشهادتين والأخرى لباقي أفراد الأسرة… 

 في حين اشتكى  ياسر الخطيب من استغلال بعض أصحاب الصهاريج وتقاضي أسعار زائدة والتلاعب بالكميات المعبئة من المازوت مع غياب الرقابة الفعلية للجهات الرسمية على حد زعمهم، أخذ صاحب الصهريج 90ليرة سورية ثمن الليتر الواحد من المازوت، فكانت تكلفة البرميل سعة 200ليتر 18000ليرة سورية إضافة للنقص الواضح في الكمية المعبئة.؟!‏   أما أبو حسن فقال: ملأت ثلاث بدونات سعة الواحدة 30ليتراً ولاحظت أن الكمية ناقصة.. فما هو دور الجهات الرقابية من الاستغلال والاحتيال الذي نتعرض له.. فالصوت إذا لم يلق أذناً مصغية ضاع في صمت الأفق، ومن جهة ثانية قام الكثير من المواطنين بتعبئة المازوت منذ أشهر الصيف ولاتوجد أية أزمة أو مشكلة بهذا الخصوص  

وفي جولة ميدانية على بعض محطات الوقود أكد أحد السائقين بأنه ينتظر أمام محطة الوقود لمدة تزيد على الساعتين من اجل ملئ خزان وقود الميكروباص كما أضاف أحد المنتظرين بأنه يفضل شراء المازوت من السوق السوداء بدلا من هدر وقته أمام محطة الوقود.

انتظار ..: انتظار 

طلال سائق ميكروباص : هناك من يتاجر بمواد المحروقات ويبيعنا  بأسعار مرتفعة حيث الكثير من أصحاب الكازيات هم من يقومون ببيع البنزين والمازوت بأسعار مرتفعة لبعض المتعاملين معهم لبيعها بدورهم بأسعار مرتفعة على الطرقات، وقال احد الركاب وهو بداخل الميكرو هذه هي الحرية التي كنا نبحث عنها و نطلبها وقد أصدروها لنا.

وقال ميلاد أحد السائقين عند إحدى محطات الوقود : انتظر منذ أكثر من ساعة في الطابور، وقمت بجولة على معظم الكازيات في المدينة، و لم أجد سواها تملك المازوت، فيما تحدث عاملون في محطات الوقود عن نقص في محطاتهم دون ذكر الأسباب أو أي تعليق على الموضوع . 

إجراءات روتينية ...

وفي الوقت الذي يشتكي المواطن من هذا الوضع  يطالب  وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك همام الجزائري بتشديد الرقابة على محطات الوقود والتأكد من توزيع وبيع مادة المازوت والبنزين للمواطنين بالمواصفات والأسعار المحددة، ومعايرة المضخات ومتابعة الإشراف على استلام وتسليم هاتين المادتين.  من خلال توجيه دوريات بشكل يومي لرقابة محطات الوقود وموافاة الوزارة بالكميات الواردة إلى المحافظة من مادتي البنزين والمازوت والحاجة الفعلية للمحافظة من هاتين المادتين وبيان حالة الازدحام على محطات الوقود الموجودة ضمن نطاق كل مديرية، و اتخاذ الإجراءات القانونية الرادعة بحق المخالفين وعدم التساهل مع كل من تخوله نفسه الغش أو الاحتكار أو بيع المادتين بالسوق السوداء. 

هكذا يقال ...

علماً أن استهلاك سورية من المازوت يصل يومياً إلى 25 ألف متر مكعب، وبسبب الظروف الحالية انخفض الاستهلاك، بحيث لا يتم توزيع أكثر من 15 ألف متر مكعب يومياً، 6 آلاف منها من خلال مصفاة بانياس التي ستعمل قريباً، و4 آلاف من خلال مصفاة حمص ويبقى النقص هو 5 آلاف يومياً، ما يعني أنّ التوزيع يتم حالياً من خلال مصفاة حمص حصراً وأنّ النقص هو 11 ألف متر مكعب يومياً إلى حين تشغيل مصفاة بانياس. وأكدت محافظة ريف دمشق أنّها تعمل على اتخاذ إجراءات جديدة لتوزيع مازوت التدفئة ومخصصات وسائل النقل والزراعة والأفران، إضافة إلى ضبط عمليات التلاعب، واتخاذ الإجراءات القانونية الرادعة بحق  المخالفين سواء كان من أصحاب المحطات أم من أصحاب سيارات التوزيع الخاصة

سيرياديلي نيوز


التعليقات