سيرياديلي نيوز- علـي نـداف

تعيش اللاذقية حياتها بشكلها الطبيعي , كمحافظة أمنة لم تطلها يد الإرهاب إلا بالصواريخ التي تُطلق من ريف اللاذقية الواقع تحت سيطرة الفصائل المسلحة بين الحين والأخر , فهي كغيرها من المدن السورية تتعايش مع الحرب في ظل تبعات الأزمة التي تشهدها البلاد في الوقت الراهن , المدينة الساحلية الأمنة تتحسر اليوم على أيام الكهرباء والماء في ظل ازدحام ملفت نظراً لاستقبالها أكثر من ثلاثة أضعاف سكانها من كل أنحاء سورية والذين نزحوا من مناطق الاشتباك , حيث أزمة الخدمات والمواصلات تتصدر الأحاديث اليومية دون منازع , لتبقى المدينة بعظمة جثامين الالآف من شهدائها وجرحاها و سكانها الصامدين باقية بثالوثها المقدس لتستمر الحياة .

في حين يتساءل أهالي المدينة التي قدّمت آلاف الشهداء دفاعاً عن كل شبر من أرض سورية , عن سبب " تطنيش " الحكومة السورية عن الوضع المزري لكافة أنواع الخدمات فيها, وهنا يمكن السؤال ألا يحق لهذه المدينة ان تتلقى دعماً أفضل من الجهات المعنية , لمساعدتها على تحمل هذا العبء الذي تشهده اليوم ؟ , أو على الأقل تصريحاً صحفياً من أحدالمسؤولين ؟

فالأمطار الغزيرة التي تساقطت في وقت سابق والتي أدت إلى غرق المنازل والشوارع كشفت سوء التحضير والتخطيط لمشاريع الصرف الصحي المكلفة لمليارات الليرات  , بالإضافة إلى انتشار "المسابح الطبيعية" في مختلف أرجاء المدينة , وليس في حاراتها وأزقتها الضيقة فقد عانت أيضاً الشوارع الرئيسية والساحات العامة التي من المفترض ان تكون أقضل تحضيراً من غيرهاً نظراً لأنها أكثر ازدحاماً,  ناهيك عن أكوام القمامة التي ما تزال مكدسة في مختلف أرجائها منذ وقت طويل , أما الكهرباء فهي خارج نطاق التغطية , والماء يتبع الكهرباء بكل تأكيد ليشاركهما الانترنت بلا شك

وبدون كهرباء لا عمل ولا دراسة وربما لا حياة فهل يستطيع سكان المحافظة الأصليين مع الوافدين شراء مولدات لتأمين ساعات انقطاع الكهرباء ، فضلاً عن غلاء و انقطاع المازوت و البينزين  ؟

نحن اليوم لسنا متملقين او متكبرين على الواقع المفروض علينا , ولا نريد أفضل على مستوى الحياة , فقط نسعى جاهدين لإيصال أصوات أكثر من 80% من السكان " أصحاب الدخل المحدود" , وندعم الجيش في عملياته لإعادة حقول الغاز والنفط , لربما يتحسن الوضع , لكن وبعد قرابة الأربع سنوات من الحرب ، لماذا لا نجد الأشخاص الذين يرتقون لمستوى تضحيات هذا الشعب المقدام الذي قدّم أبنائه فداء للوطن!

ربّما تكون تساؤلاتنا خاطئة بنظر البعض ، لكنّ من المؤكد أن بعضها عقلاني و صحيح تزامناً مع ما نشهده اليوم

سيرياديلي نيوز


التعليقات