أحال مجلس الشعب في جلسته التي عقدها اليوم برئاسة "محمد جهاد اللحام" رئيس المجلس مشروع القانون المتضمن الموازنة العامة للدولة للسنة المالية 2015 والمقدرة بـ 1554 مليار ليرة إلى لجنة الموازنة والحسابات لتدقيقه وإعداد التقرير اللازم حوله تمهيداً لإعادته الى المجلس لإقراره.

وبلغت اعتمادات العمليات الجارية المقدرة في مشروع الموازنة 1144 مليار ليرة سورية بزيادة قدرها 134 مليار ليرة عن موازنة عام 2014 فيما قدرت الاعتمادات المخصصة للعمليات الاستثمارية بمبلغ 410 مليارات ليرة بزيادة قدرها 30 مليار ليرة عن موازنة العام الحالي في حين قدرت كامل نفقات الدعم الاجتماعي بمبلغ 983.5 مليار ليرة بزيادة قدرها 368.5 مليار ليرة عن الاعتمادات المخصصة لهذا الدعم عن موازنة العام الجاري.

وناقش المجلس في بداية الجلسة بيان الحكومة المالي حول مشروع القانون حيث تركزت مداخلات الأعضاء حول ضرورة التطبيق الفعلي لبنود الموازنة بدقة وشفافية وموضوعية تعزيزا لصمود الشعب السوري في مواجهته لظروف الحرب الكونية التي يتعرض لها وطنهم وإيجاد آليات جديدة لمحاربة التهرب الضريبي والاستمرار بتأمين مستلزمات الإنتاج الزراعي ومساعدة الفلاحين بتنفيذ الخطط الزراعية إضافة إلى ضمان وصول الدعم الاجتماعي لمستحقيه الفعليين ومساعدة الصناعيين بالعودة إلى معاملهم والإقلاع بالعملية الإنتاجية.

وأشار عضو المجلس "جمال رابعة" إلى ضرورة زيادة الدعم المخصص للخدمات الاجتماعية والانتقال من إدارة التكاليف إلى اقتصادها بما يحافظ على معدلات نمو جيدة وإصدار تشريعات تمنع الاحتكار وتعزز المنافسة في السوق في حين لفت عضو المجلس "محمد خير الماشي" إلى أهمية دعم القطاع الزراعي والحفاظ عليه ضماناً للأمن الغذائي ودعم الطبقات الاجتماعية الأكثر فقراً.

وطالب عضو المجلس "زهير غنوم" بزيادة رواتب العاملين في الدولة لتتناسب مع ارتفاع أسعار السلع والمواد الغذائية بينما لفت عضو المجلس "محمد ديب اليوسف" إلى ضرورة إعادة النظر بأسعار السلع والمواد الغذائية ومحاسبة الفاسدين ومحاربة التهرب الضريبي والحد من الهدر والفساد.

ودعا عضو المجلس "سمير جوهرة" إلى محاسبة المقصرين والعمل على إصلاح مؤسسات القطاع العام وإعادة النظر ببند المكافآت التشجيعية في حين أشار عضو المجلس "رفعت الحسين" إلى ضرورة الاهتمام بذوي الشهداء والجرحى وتأمين فرص عمل لائقة لهم.

ولفت عضو المجلس "أحمد الفرج" إلى ضرورة دعم القطاع الزراعي باعتباره أساس نهوض القطاع الصناعي وضمان وصول مستلزمات الانتاج الزراعي إلى جميع الفلاحين والتعويض على المتضررين منهم نتيجة الازمة بينما طالب عضو المجلس "عدنان سليمان" بضرورة التركيز في الموازنة على الأولويات وفي مقدمتها إعادة الأمن والاستقرار إلى ربوع الوطن.

وفي معرض رده على أسئلة واستفسارات أعضاء المجلس أوضح وزير المالية الدكتور "اسماعيل اسماعيل" أن كامل النفقات المقدرة للدعم الاجتماعي الذي ستتحمله الدولة في عام 2015 ستتوزع على دعم المشتقات النفطية بنحو 338 مليار ليرة ودعم الطاقة الكهربائية بنحو 413 مليار ليرة ودعم الدقيق التمويني والسكر والرز بـ 195 مليار ليرة والصندوق الوطني للمعونة الاجتماعية بنحو 10 مليارات ليرة وصندوق دعم الإنتاج الزراعي بنحو 10 مليارات ليرة وتغطية عجز المؤسسة العامة لحلج وتسويق الأقطان والمؤسسة العامة لتجارة وتصنيع الحبوب بنحو 17.5 مليار ليرة.

وبين أن الحكومة أصدرت العديد من البلاغات المتعلقة بضرورة الحد من الهدر والإنفاق غير المنتج مبينا أن الاعتمادات المخصصة للنفقات الإدارية في مشروع الموازنة لعام 2015 قدرت بمبلغ 93.05 مليار ليرة وبزيادة قدرها 16.51 مليارا عن موازنة العام الحالي وقد تركزت معظمها في الاعتمادات المخصصة لبند الأدوية والمستلزمات الطبية والمخبرية والأدوية السرطانية والمستلزمات التعليمية والأعمال الامتحانية إضافة إلى المحروقات والقرطاسية والصيانة والإعاشة نتيجة ارتفاع الأسعار في ظل الظروف والأوضاع الراهنة علما أن هذه الزيادة في أضيق الحدود وبما يضمن حسن سير العمل في الجهات العامة وبما يحقق هدف ترشيد الإنفاق العام.

وأشار وزير المالية إلى أن تكرار ورود عدد من المشروعات التي كان من المقرر تنفيذها هذا العام في موازنة عام 2015 أمر متعلق بالظروف الأمنية التي تشهدها البلاد وعدم القدرة على انجازها نتيجة الظروف الراهنة مبيناً أن الوزارة تعمل دورياً على مراقبة أداء محاسبي الإدارة في جهات القطاع العام وهناك العديد منهم ممن أحيلوا إلى المحاسبة نتيجة تقصيرهم في أداء عملهم.

وأوضح الوزير اسماعيل أن معظم المشاريع الواردة في موازنة الدولة لعام 2015 تمت دراستها ومناقشتها وتقدير التمويل اللازم لها بالتعاون مع هيئة التخطيط والتعاون الدولي مشيراً إلى أن الحكومة تعمل حالياً على إيجاد آلية لضبط اختلاف سعر مادة المازوت بين ما هو مخصص للقطاع الصناعي وما هو موجه لقطاعات التدفئة والنقل والزراعة.

سيرياديلي نيوز


التعليقات