يدفع زبائن المصارف الخاصة التقليدية العاملة في السوق السورية قرابة 10 مليارات ليرة سورية خدمة دين عن النصف الأول من العام الجاري (2014)، والرقم مرجح للتضاعف، مقترباً من 20 مليار ليرة سورية عن العام الجاري، في حين تدفع تلك المصارف قرابة 6.67 مليارات ليرة خدمة دين (إيداعات) في الأشهر الستة الأولى من العام الجاري، وأيضاً الرقم مرجح للتضاعف، وقد يتخطى 13 مليار ليرة خلال العام.
وفي قراءة إحصائية قامت بها للبيانات المالية النصفية للمصارف الخاصة التقليدية العاملة في سورية والبالغ عددها (11) مصرفاً، وجدنا أن إجمالي المبالغ التي تحصل عليها المصارف من لقاء التسهيلات الائتمانية الممنوحة لزبائنها في وقت سابق والإيداعات الموظفة في المصارف الأخرى وخاصة الخارجية، تقارب 9.94 مليارات ليرة سورية، وذلك خلال الأشهر الستة الأولى من العام الجاري، وهذا ما يسمى بلغة المصارف (فوائد دائنة).
في حين تبلغ قيمة ما تدفعه تلك المصارف لعملائها لقاء إيداعاتهم فيها أكثر من 6.67 مليارات ليرة سورية، عن الفترة نفسها، وهذا ما يسمى (فوائد مدينة). علماً بأن إجمالي إيداعات الزبائن تقارب (434) مليارات ليرة سورية في تلك المصارف، أي إن الفوائد تبلغ وسطياً 1.54 بالمئة من الإيداعات، وذلك كون نصف هذه الإيداعات يمكن اعتبارها بلا فائدة كونها تحت الطلب وحسابات جارية.
وهكذا يكون دخل تلك المصارف من الفوائد (الفرق بين الدائنة والمدينة) قرابة 3.27 مليارات ليرة سورية، ويأتي في صدارة المصارف من حيث دخل الفوائد بنك بيمو السعودي الفرنسي- سورية، إذ حقق أكثر من 809.7 ملايين ليرة سورية خلال النصف الأول 2014، يليه المصرف الدولي للتجارة والتمويل بـ551.7 مليون ليرة، ثم بنك سورية والمهجر بـ506.4 ملايين، وبنك عودة سورية بـ469.7 مليوناً، وفرنسبنك سورية بـ389.67 مليوناً، وبنك قطر الوطني سورية بـ370.8 مليوناً، والبنك العربي سورية بـ167.36 مليوناً، وبنك بيبلوس سورية بـ164.48 مليوناً، وبنك الشرق سورية بـ64.77 مليون ليرة سورية. في حين سجل كل من بنك سورية والخليج خسارة قرب 108.2 ملايين ليرة، وبنك الأردن سورية خسارة قرب 119 مليون ليرة سورية.
من جهة أخرى، تجاوزت أرصدة وإيداعات المصارف الخاصة العاملة في سورية 324 مليار ليرة سورية في نهاية حزيران من العام الجاري، أكثر من 90 بالمئة منها في مصارف خارجية، معظمها في المصارف الأم. علماً بأن الأرصدة تضم الحسابات الجارية وتحت الطلب، والتي فترات استحقاقها ثلاثة أشهر وما دون، في حين تزيد فترات استحقاق الإيداعات عن ثلاثة أشهر.
ومن الجدير ذكره أن كلاً من بنك عودة وبيبلوس ليست لديهما إيداعات في مصارف خارجية في نهاية حزيران الماضي. وأن كلاً من البنك العربي وفرنسبنك وقطر الوطني والشرق ليست لديهم إيداعات في المصارف المحلية. في حين أن بنك سورية والخليج ليس لديه أي إيداعات في المصارف الخارجية ولا في المحلية، على حين أن جميع المصارف لديها أرصدة لدى المصارف المحلية والخارجية. ونذكر أن بنك سورية الدولي الإسلامي لديه أرصدة تقارب 41.7 مليار ليرة سورية وإيداعات تتجاوز 5.5 مليارات ليرة لكن دون تحديد أين تلك المبالغ، سواء لدى المصارف المحلية أم الخارجية.
مصرفي مطّلع على عمل المصارف الخاصة أكد لـ"النهضة" أن المصارف الخاصة لديها أرصدة إيداعات كبيرة في مصارف الأم، وهذا أمر طبيعي خلال ظروف الحرب وتوقف النشاط المصرفي ومنح القروض، لذا تلجأ المصارف إلى توظيف سيولتها ودائع في مصارفها الأم للحصول على إيراد قادر على تغطية النفقات والتكاليف.
وبيّن المصرفي أن هذه الإيداعات لا تتم بطريقة عشوائية، أو بلا رقيب، وإنما تتم بعد موافقة مصرف سورية المركزي، بما يتوافق مع المعايير المصرفية العالمية، وشروط المصرف المركزي، وخاصة أن الصارف ملزمة بالاحتفاظ بنسبة محددة من السيولة، أما الباقي من الـ"كاش" فيجب توظيفه، لذا تقوم المصارف بوضع إيداعات وأرصدة تحت الطلب وفي الحساب الجاري وعلى شرائح زمنية مختلفة تلبي شروط العمل المصرفي والسلامة المالية للمصرف وبما يجعله قادراً على تلبية التزاماته والسحوبات الطارئة. أما اللجوء إلى المصارف الأم، فيؤكد المصرفي أن هذا يقلل من المخاطر ويؤمن مصدر دخل في ظل الظروف الراهنة، ويحافظ على سلامة القطاع المصرفي، كما أنه مؤقت ومرتبط بفتح باب الإقراض وعودة النشاط المصرفي من جديد.
أما عن ترتيب المصارف الخاصة العاملة في السوق السورية من حيث نسبة إجمالي الأرصدة والإيداعات إلى الموجودات، فالبداية مع بنك الشام الإسلامي، إذ تشكل الإيداعات والأرصدة 78.79 بالمئة من قيمة موجوداته (أصوله) كما هي في نهاية حزيران 2014، وهذه أعلى نسبة بين المصارف، يليه بنك البركة سورية بنسبة 69.11 بالمئة، ثم بنك سورية والمهجر بنسبة 67.85 بالمئة وبنك سورية الدولي الإسلامي بنسبة 54.64 بالمئة وبنك قطر الوطني سورية بنسبة 51.7 بالمئة وفرنسبنك سورية بنسبة 46.27 بالمئة والمصرف الدولي للتجارة والتمويل بنسبة 42.69 بالمئة وبنك سورية والخليج بنسبة 36.68 بالمئة وبنك الأردن سورية بنسبة 35.43 بالمئة والبنك العربي سورية بنسبة 33.44 بالمئة وبنك بيبلوس سورية بنسبة 26.99 بالمئة وبنك عودة سورية بنسبة 24.69 بالمئة وبنك الشرق سورية بنسبة 21.86 بالمئة، وأخيراً بنك بيمو السعودي الفرنسي سورية بنسبة 12.61 بالمئة.