سيرياديلي نيوز -

مع دخول الأزمة عامها الرابع في سورية  يواجه السوريين الكثير من المشكلات الخدمية أبرزها مشكلات انقطاع التيار الكهربائي بشكل مؤقت ولفترات طويلة أو بشكل دائم.
حاولوا التغلب على هذه المشكلة بوسائل متعددة بدءاً من لمبة الكاز، مروراً بمولدات البنزين الصغيرة، وبطاريات السيارات إلى أن وصل لمحركات الديزل الكبيرة (الأمبيرات) التي أصبحت مهنة لها أصول وقواعد وآداب، أي غدت محكومة بنظام كباقي المهن.
يتحدث أبو وليد 45 سنة من مدينة حلب وهو أحد المشتغلين في هذه المهنة عن بداياته في هذه المهنة: "بدأت الفكرة من أمر بسيط، فقد اشتريت مولدة ديزل لمحلي الصغير، وغذيت محلات جيراني، فوجدت الأمر مربحاً، فاشتريت مولدة كبيرة غذيت من خلالها معظم السوق من خلال شبكة كهربائية مستقلة".
"وقد حققت هذه المهنة خدمتين، عملاً ودخلاً محترماً للقائمين عليها، وخدمة للمواطنين الذين بقوا على اتصال بشيء من الحضارة البشرية" بحسب أبو وليد
وانتشرت "مهنة الأمبيرات" في معظم المناطق السورية  وتختلف الصعوبات التي تواجه هذه المهنة من منطقة لأخرى.
يقول السيد محمد الحلبي والذي يستثمر مولدة كهربائية في حي الحمدانية بمدينة حلب " دفعت مبلغاً كبيراً من أجل الموافقة على موقع المولدة وتشغيلها، واضطررت لمشاركة أحد الأشخاص العاملين في قطاع الكهرباء بنسبة من المردود المالي للمولدة حتى لا يضايقني أحد".
أما عن الصعوبات التي يواجها أصحاب المولدات الكهربائية يقول أبو وليد "أبرز الصعوبات تتمثل في نوعية المازوت السيئة، فالمازوت غير نظامي، وأحياناً تأتي دفعات سيئة جداً تؤثر على عمل المولدة، مما يتسبب بأعطال كثيرة تسبب لنا أحياناً خسارات، ناهيك عن تذبذب سعر المحروقات".
وتهون هذه الصعوبة أمام المخاطر الكبرى التي تواجه المستثمرين، يستدرك "أبو ريان" بلهجة غضب "تعد الصعوبات أمراً هيناً أمام خطر  القذائف ، فقد خسرت مولدة بقيمة 8 آلاف دولار، ناهيك عن تضرر الشبكة الممدودة بشكل شبه كامل".
وتشير دراسة سورية إلى أن عدد المولدات الكهربائية التي دخلت إلى سوريا خلال العامين الماضيين يتجاوز مليون مولد (بين مولد صغير منزلي ومولد كبير للخدمة العامة). كما تشير الدراسة أن قيمة المولدات التي بيعت خلال تلك الفترة تصل إلى 345 مليون دولار.
عاد العمل في مهنة "بيع الكهرباء" على المشتغلين بها، بأرباح طائلة خاصة للذين استثمروا العمل في مولدات كبيرة.
وعن ما يجنيه أبو  وليد من عمله يقول "لا يمكن أن أعطيك رقماً محدداً، فالأرباح ترتبط بأربعة أمور: سعر المازوت (الديزل) عدد المشتركين، حجم المولدة (قدرتها الإنتاجية) سلامتها من الأعطال".
"إذا سارت الأمور الأربعة على ما يرام فإن الأرباح تقدر بـ 50 % من الاشتراكات، فإذا كانت المولدة تنتج 500 أمبير فإن الأرباح لا تقل عن 350 ألف ليرة شهرياً" بحسب أبو ريان.
ويضيف "لا ينسى العامل الأمني الذي أدى لخسارة كثير من المستثمرين، فقد مدّ كثير من المستثمرين شبكات واشترى مولدات عملت شهراً أو أكثر، أما الأرباح  فتصل إلى 70% وأكثر لارتفاع سعر الأمبير".
لا تخضع الأمبيرات لتسعيرة موحدة، فتلعب المنافسة والعرف دوراً في تحديد الأسعار، ففي بعض المناطق يتراوح سعر الأمبير بين 400 إلى 500 ل س بالأسبوع، في حين يرتفع في المناطقة آخرى يصل إلى 700 إلى ألف ل س بالأسبوع، ومعظم الأمبيرات تعمل يومياً من 10 إلى 12 ساعة في اليوم، فمعظمها لا يعمل بعد الواحدة ليلاً.
وعن نسبة المشتركين يقول أبو وليد "معظم الأهالي مشترك؛ فمنهم من اشترك بأمبير، والغالبية اشترك بأمبيرين، وهناك من اشترك بأكثر".
ويعلل سبب اشتراك الغالبية بأمبيرين "الأمبير الواحد يكفي لتشغيل التلفاز، وعدة لمبات إنارة توفير 40 فولط، أما الأمبيرين فيكفيان إضافة لما سبق تشغيل الثلاجة أو الغسالة العادية أو الآلات الكهربائية التي لا تصدر حرارة".
أما عن آلية التوزيع، والمشاكل مع الأهالي فيوضح أبو وليد"لا يوجد أية مشاكل فلكل مشترك قاطع خاص به يتناسب مع كمية الاستجرار المشترك بها، وعند استجراره كمية أكبر من المشترك بها يفصل القاطع تلقائياً".

سيرياديلي نيوز


التعليقات