تحول إيجابي يشهده قطاع الدواجن انعكس على معدلات النمو الجيدة وعودة المنتجين للعمل في أغلب المحافظات، كمحصلة طبيعية للدعم الحكومي لهذا القطاع المهم وعلى مختلف المستويات من جهة، ولتحسن الظروف الأمنية في مناطق الإنتاج وعلى الطرق العامة من جهة ثانية .

واعتبر المهندس عبد الرحمن قرنفلة الخبير في الإنتاج الحيواني أن الدعم الحكومي للزراعة بشكل عام وللثروة الحيوانية بشكل خاص كان مثيراً للاهتمام، فقد أكدت الحكومة ورغم الظروف القاسية جداً على ضرورة إعطاء الأولوية لتأمين مستلزمات قطاع الدواجن،‏

وخاصة من الوقود ومستلزمات التدفئة والكهرباء وبأسعار مدعومة، وكذلك على مستوى السياسات الزراعية حيث تابعت الحكومة اعادة فرض طوق الحماية للمنتجات المحلية ومنع منافستها من منتجات الدواجن المستوردة، بعد أن تم خرقه لفترة قصيرة جداً، وذلك بهدف المحافظة على هذا القطاع واستمراره بالإنتاج .‏

وأكد قرنفلة أن أسعار منتجات الدواجن تتعرض لضغوط نزولية خلال هذه الفترة من السنة من جراء زيادة الإنتاج وعودة عدد من المربين الى تشغيل منشآتهم بعد الاستقرار الأمني الذي طال مساحات واسعة من مناطق الإنتاج التقليدية، وتراجع حدة التهديدات التي سادت الطرق العامة ووسائط نقل مستلزمات الإنتاج والمنتجات خلال الفترة المنصرمة، هذا إضافة إلى تراجع استهلاك البيض ولحم الدجاج واستمرار توقف صادرات الدواجن .‏

وأشار إلى أن ارتفاع أسعار الفروج مؤخرا مسألة عارضة تتعلق بقرب موسم العيد وعموما فإن أسعار منتجات الدجاج الحالية مقبولة وتعكس بوجه عام الاتجاهات الموسمية حيث يشهد فصل الصيف توافر بدائل عديدة من الخضار، فضلاً عن سلوك المستهلكين الذي يميل نحو استهلاك كميات اكبر من تلك الخضراوات في ظل انخفاض قدرتهم الشرائية بفعل التضخم ما أدى إلى تراجع قدراتهم على شراء أغذية المنتجات الحيوانية .‏

وتعزى تراجعات الأسعار خلال الربع الحالي من العام الى تحسن مستويات الإنتاج واستمرار توقف الصادرات وتراجع الإستهلاك، رغم أن مؤشرات حديثة تؤكد توجه عدد من المنتجين الى تصدير صيصان أمات الفروج، وكذلك بيض تفريخ في خطوة تعكس عودة الطمأنينة الى كبار المستثمرين في هذا القطاع .‏

وأضاف قرنفلة إن اسعار لحم الدجاج ستعاود الانخفاض نظرا لتزايد واردات القطر من صيصان أمات الدجاج البياض مما يعكس التوقعات المتفائلة بأن الإنتاج المحلي سيتعافى خلال الفترة القادمة بعد هبوطه خلال السنوات الأخيرة والناجم عن الأزمة التي تتعرض لها البلاد وساهم في تراجع مكانة سورية في مجال صادرات البيض ولحم الدجاج، وتؤكد تلك التوقعات أن البلاد ستستعيد مكانتها التي فقدتها في الآونة الأخيرة كأكبر مُصدِّر للبيض في الوطن العربي، علما أن انتاج القطاع الخاص يهيمن على حوالي 90% من انتاج القطر من منتجات الدجاج.‏

الدواجن : استيراد 90 ألف بيضة تفريخ‏

كما أكد مدير عام مؤسسة الدواجن المهندس سراج خضر أن قيام المؤسسة يوم أمس الأول باستيراد 90 ألف بيضة تفريخ أمات بياض من ثم وضعها في منشآة دواجن صيدنايا في محافظة ريف دمشق ما هو إلا دليل جديد على أن قطاع الدواجن في سورية وعلى الرغم من أعمال التخريب الترهيب التي تقوم بها المجموعات المسلحة إلا أنه استطاع في ظل الدعم الحكومي المستمر وصمود المربين وإصرارهم على متابعة السير في عمليتهم الإنتاجية، استطاع قطع أشواط كبيرة جداً في مشوار التعافي لا بل الانتقال وبشكل مبدئي إلى مرحلة تطوير المنشآت الحكومية وتحديثها بالشكل الذي يمكن معه خفض تكاليف العملية الإنتاجية، وتأمين مادتي صوص الفروج والبياض (المواد الأساسية الأولوية لعملية التربية) في السوق المحلية وللقطاعين العام والخاص والقضاء على ظاهرة الاحتكار وتذبذب الأسعار، مشيراً إلى أن القطيع المستورد سيؤمن 25 ألف فرخة أم بيَّاض.

سيريا ديلي نيوز - الثورة


التعليقات