وسط ظلام المنزل الدامس بأحد أحياء دمشق، ارتدى حسن وهو طالب جامعي في السنة الاولى في كلية الطب، قبعة من اختراعه واضعاً بها قداحة في مقدمتها ضوء خافت موجه اتجاه كتبه ومحاضراته التي يقرأ بها بمعاناة كبيرة!.

هكذا وصف حسن لنا معاناته في الدراسة نتيجة انقطاع التيار الكهربائي بمواعيد غير منتظمة ولساعات طويلة، عدا عن الأعطال شبه اليومية، والتي تؤدي بعض الأحيان لانقطاع التيار لأيام دون اكتراث عناصر الطوارئ أو تلبيتها للاتصالات والشكاوى مهما انهالت عليهم الاتصالات!.

ويضيف حسن: هذا التقنين العشوائي “خربط” دراستنا ضمن هذه الظلمة مما أدى إلى عدم التركيز على المعلومات إضافة إلى الآثار السلبية التي تنعكس على الصحة فالدراسة في الظلام تضعف النظر وتؤدي لصداع في الرأس، ويوضح أنه حاول مع عدد من أصدقائه استخدام العديد من الوسائل من أجل إيجاد الحل مثل استخدام الشمع و الشواحن ولكن انقطاع الكهرباء لساعات طويلة يجعل ذلك غير كافٍ أو لا يفي بالغرض لهذه البدائل كما أننا لانستطيع شراء مولدة كهرباء لأن سعرها مرتفع ونحن طلاب وفي حال شرائنا لها فأن مادة البنزين غير متوفرة بشكل دائم وفي حال توفرها في السوق السوداء فهو بسعر مضاعف لذلك قررنا أن نتحدى الظلمة وان نتابع دراستنا ولا أحد سيعيقنا وكما الجميع يعلم أن الطالب في كلية الطب عليه الدراسة بشكل مستمر وخاصة نحن طلاب السنة الأولى.

مشكلة الجميع

مشكلة الكهرباء لم تكن مشكلة الطلاب الجامعيين الوحيدة في هذه الأزمة بل هي مشكلة جميع المواطنين السوريين هذا ما قالته صبا طالبة في كلية الحقوق لـ”سنة رابعة” وتضيف: مع مرور العام الرابع على الأزمة نحاول التأقلم مع الظروف ولكن نلاحظ أن المشاكل تخلق مشاكل جديدة و ”الحبل على الجرار" وتتابع صبا هناك مشاكل كثيرة أثرت على الطلاب بشكل عام عدا عن قضية الكهرباء والتقنين العشوائي، فقد خرج العديد من الطلاب الجامعيين من منازلهم نظراً للظروف الأمنية التي طرأت على العديد من المناطق ما أدى إلى فقدانهم التركيز والقدرة على الدراسة ضمن الظروف الجديدة التي يعيشون ضمنها ، وخاصة بظل وجود أكثر من عائلة في بعض المنازل التي يسكنون بها. معاناة آخرى.

 شكاوى حسن وصبا أُضيفت إليها عوامل أخرى لتضيّق سير التعليم في الجامعات السورية مثل خوف العديد من الطلاب من حضور جميع المحاضرات خلال العام الدراسي وذلك خوفاً من انقطاع السير إلى مناطق سكنهم لأن وسائل النقل إلى العديد من المناطق تعمل لفترة محددة من الوقت إضافة إلى قلة عدد السرافيس لحد النصف تقريباً، فبحسب الطالب الجامعي في كلية العلوم شاكر فإن الطلاب الجامعين يعانون بشكل يومي، من صعوبة الوصول إلى الجامعة وقد لا يستطيع العديد من الطلاب الوصول إلى محاضراتهم أو قاعاتهم الامتحانية في الوقت المناسب نتيجة الازدحام المروري الخانق في شوارع العاصمة وخاصة للقادمين من أطراف المدينة لذلك علينا أن نجد طريقة نسهل عملية نقل الطلاب اثناء أيام الامتحانات، فمن غير المعقول أن يرسب الطالب بمادة نتيجة ازدحام الطريق وعدم وجود وسائل نقل؟!

 تكلمانا ولكن …

 وأضاف شاكر قدمنا العديد من الشكاوى للجامعة من أجل تحديد بطاقات خاصة للطلاب لكي لتسهيل التنقل  وخاصة على الحواجز الأمنية ولكن لم يرد علينا أحد واكتفوا بالرد على الطالب أن يكون حذر بالوقت من أجل الاستمرار والنجاح!!.

 أخيراً فأن معاناة الطلاب والشباب الجامعي هي جزء من معاناة أعم لحالة تعيشها مدينة دمشق بفعل العمليات الإرهابية المسلحة التي تستهدف أمنها وأمانها.. لكن العلاج لجزء من المشكلة هو سبيل لحل المشكلة بأكملها لذلك علينا البدء بالعمل بجد ضمن خطط عملية وليست خطط موضوعة على الرفوف ليأكلها الغبار عليه!!.

 

 

الاتحاد الوطني لطلبة سورية - نورملحم


التعليقات