تقدّم غالبية المطاعم والمقاهي لزبائنها، مجاناً، خدمة مشاهدة مباريات كأس العالم، وتتكبّد هي تكاليف الإشتراك مع القنوات التلفزيونية المتخصصة في نقل المباريات، بالإضافة الى تكاليف الأجهزة الكهربائية والصوتيات وما الى ذلك. لكن في لغة المال، لا شيء مجانياً، فكل شيء يعتبر إستثماراً يجب ان يعود بالفائدة على المستثمر. عليه، فإن ما تتكبده المطاعم والمقاهي لا بد وان ينعكس مزيداً من الأموال عبر إجتذاب الزبائن بطرق مختلفة.
 وبرغم ان كرة القدم لعبة شعبية، إلاّ ان الإستثمار فيها يطاول الفئات الميسورة بشكل بارز، فالأماكن التي تعرض المباريات، تجهد في إجتذاب الزبائن الميسورين، وتعمل على خدمتهم بأفضل الطرق، طمعاً بدفع الكثير من الأموال لقاء الخدمة.
مطعم عديدة في دمشق تقدّم خدمة نقل مباريات كأس العالم الى الزبائن مجاناً، لكن بالمقابل  تعتمد على الزبائن المهمين، أو المعروفين بالزبائن "في.آي.بي" VIP، فهؤلاء "لهم الأفضلية في الحجوزات،  فزبائن الـ VIP يدفعون جيّداً، لذلك بدل ان تقدّم الطاولة لزبائن مع طلبات عاديّة.
وعملية إجتذاب الزبائن وإستدراجهم لطلب المأكولات والمشروبات، تعتمد على "الشباب"، أي الموظّفين الذين يقومون بخدمة الزبائن، حيث يشير صاحب أحد المقاهي  الى وجود شباباً لديهم طريقة في دفع الزبون الى تكثيف طلباته، وبالتالي ترتفع قيمة فاتورته"، ويضيف، "الى جانب زبائن الـ VIP، نستقبل كل الناس، ولا نقوم برفع الأسعار".
لكل مطعم زبائن يعتبرهم زبائن "مهمّين"، ولكل مكان سياسة تجعل أرقام الفاتورة أكبر، لكن هذه الأرقام، ترتفع أحياناً بطريقة إلزامية عبر إلزام الزبائن بطلب مأكولات ومشروبات بقيمة محدّدة، لقاء السماح لهم بحجز طاولة ومشاهدة المباريات، وفي الغالب، لا يُعلن عن هذه السياسة، بل يُفاجأ الزبون بها فور دخوله المطعم.

 

وتختلف دوافع رفع الفاتورة تبعاً لكيفية نقل المباريات، حيث فضّل معظم أصحاب المطاعم نقل المباريات بطريقة شرعية عبر الإشتراك وهؤلاء رفعوا أسعارهم لأنهم تكبدوا تكلفة كبيرة لقاء الإشتراك، وبالمقابل يوجد أصحاب مطاعم  اعتمدوا على  نقل المباريات "بطريقة غير شرعية، وبالمقابل أمام إرتفاع الأسعار وثباتها، "لا شيء يلزم أصحاب المطاعم والمقاهي بعدم الزيادة"،فموسم كأس العالم هو موسم حماسي جداً وكل الناس تعيش هذا الجو، والمطاعم تجري تحضيرات معيّنة وتغيّر في ديكور المحلات، وتصرف أموالاً إضافية، وبعضها يزيد الأسعار، وهو حق مكتسب، والبعض الآخر يحافظ على أسعاره المعتادة".

 

سيرياديلي نيوز


التعليقات