تحت عنوان «الأنهار والمسيلات المائية في المنطقة الساحلية بين الواقع وآفاق الحلول» أقامت وزارة الدولة لشؤون البيئة ممثلة بمديرية البيئة بطرطوس بالتعاون مع جامعة تشرين ومديرية الموارد المائية والشركة العامة للصرف الصحي في طرطوس والجمعيات البيئية في محافظتي طرطوس واللاذقية ورشة عمل تركزت محاورها على ضرورة العمل لوضع رؤية موحدة للجهات ذات العلاقة في حماية الموارد المائية وإعادة تأهيلها ومعالجة المشاكل البيئية التي تعاني منها.

أوضح محافظ طرطوس «نزار موسى» خلال الورشة أن المتغيرات المناخية التي نعيشها اليوم كان لها أثر كبير في حياتنا اليومية أدت في كثير من الأحيان إلى خلق واقع بيئي خاص شغلت في الآونة الأخيرة الجهات المعنية لإجراء الدراسات والأبحاث اللازمة حول دراسة كيفية الحفاظ على البيئة من جميع المؤثرات السلبية وتأثيرها في الغطاء الأخضر والمائي والهوائي لافتاً إلى أن هذا الأمر دعا إلى نشر برامج ثقافية تحافظ على بيئة نظيفة إضافة إلى تفعيل دور المجتمع الأهلي للمساهمة الفاعلة في حماية الموارد البشرية موضحاً أن المحافظة تعمل على التخلص من النفايات الصلبة من خلال الإسراع بتشغيل معمل النفايات الصلبة بالطاقة الإنتاجية القصوى والاستفادة من مخلفاته وحماية المسطحات المائية بتنفيذ مشاريع صرف صحي ومحطات معالجة حسب الإمكانيات والأولوية.

مدير البيئة في طرطوس المهندس «حسام ديوب» قال في كلمته التي ألقاها باسم وزيرة الدولة لشؤون البيئة: إن الوزارة وضعت نصب عينيها هدفاً استراتيجياً في مجال حماية الموارد المائية وهو الوصول إلى مسطحات ومجار مائية نظيفة مع حلول عام «2025» موضحاً أنه تم اتخاذ مجموعة من الخطوات الأساسية في هذا المجال منها بناء قواعد بيانات للتحاليل التاريخية للموارد المائية ومراجعة المهام المتعلقة بمراجعة المواصفات البئية وإعداد الأدلة المناسبة إضافة إلى إعداد دليل تقييم جودة المسطحات والمجاري المائية في سورية.

وأضاف إنه تم البدء بتنفيذ مشروع الإدارة البيئية المتكاملة لانهار الكبير الشمالي والأبرش والكبير الجنوبي وسيكون هذا المشروع نموذجاً قابلاً للتكرار على مجار مائية أخرى كالعاصي والفرات وغيرها موضحاً أن المشروع يتناول مراحل متعددة مثل مسح مصادر التلوث كافة من صرف صحي وصناعي وزراعي ومن أنشطة مختلفة على مستوى الحوض ووضع خطة للمراقبة البئيية المتكاملة للمورد المائي ووضع خطة للتخفيض التدريجي للملوثات المنتهية إلى المجرى المائي والمسطحات المرتبطة به مع حلول عام «2025» وقد تم العمل على إنجاز المرحلة الأولى بالتعاون مع الهيئة العامة للاستشعار عن بعد على حوضي نهر الكبير الشمالي في اللاذقية ونهر الأبرش في طرطوس.

ولفت إلى أن الساحل السوري يحظى باهتمام كبير من وزارة البيئة لأنه من أغنى وأهم الموارد في سورية لما يتمتع به من غنى طبيعي وإرث ثقافي وحضاري حيث تم إنجاز خطة وطنية وخطط قطاعية لتخفيف تلوث البحر والمنطقة الساحلية وسيتم التوجه نحو الإدارة المتكاملة للنطاق الساحلي كما بدئ العمل بتنفيذ مشروع وطني مهم يتمثل ببناء المرصد البيئي الذي يعد الحاضنة الأساسية لمختلف مراحل الإدارة البئيية المتكاملة للأنهار.

مدير عام الصرف الصحي بطرطوس المهندس مازن غنوم ركز في كلمته على واقع الصرف الصحي بالمحافظة والإجراءات المتخذة من الشركة لرفع التلوث عن مصادر مياه الشرب وبحيرات السدود والينابيع والمياه الجوفية.

وأكد مدير الموارد المائية في طرطوس المهندس «عيسى حمدان» أن لدى المديرية توجهاً لدراسة وتأهيل سدات مائية في مناطق مختلفة من المحافظة وتقوم من خلال فرقها الفنية بإجراء القياسات الدورية لشبكة رصد تتوزع على المياه السطحية الجوفية في الأحواض الفرعية كافة والحوامل المائية الجوفية إضافة إلى منظومة قياس لنوعية المياه السطحية والجوفية وتنظم التقارير المخبرية بالنتائج مشيراً إلى أن التبدلات المناخية في السهول الساحلية محدودة ولكن هناك انخفاضاً في الهاطل بالمناطق الجبلية مقارنة بالهاطل المطري للعام الماضي منوهاً بأهمية العمل على ترشيد استخدام المياه وخاصة مع بداية فصل الصيف.

ولفت إلى أهمية الاستثمار الأمثل للمياه في المحافظة التي يذهب ما يقارب مليار ونصف مليار متر مكعب منها إلى البحر مؤكداً ضرورة العمل على وضع السدود الجاهزة المدققة في موقع التنفيذ والتوسع في إقامة الرامات والسدات في المناطق الجبلية وتشجيع الروح الجماعية في إقامة جمعية مستخدمي المياه على المصادر السطحية لترشيد الاستهلاك.

سيرياديلي نيوز - الوطن


التعليقات