شهد سعر صرف القطع الأجنبي في السوق الموازية السورية تراجعاً كبيراً بعد فورة سعرية خلبية شهدها خلال الأيام الماضية وفي نفس السياق فقد حاولت بعض المواقع الالكترونية وبعض الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي كالفيس بوك تأجيج سعر صرف القطع الأجنبي من خلال نشر أسعار أكثر ارتفاعا من الأسعار الوهمية والفقاعية التي شهدها السوق، وبالرغم من ذلك لم يتأثر المواطن بهذه المحاولات وبقي الطلب على القطع الأجنبي في حدوده الدنيا إن لم يكن معدوماً.

 

 

وفي هذا السياق قال حاكم مصرف سورية المركزي الدكتور أديب ميالة: إن بعض المواقع الالكترونية تلعب دوراً سلبياً في نشر أخبار غير صحيحة عن أسعار الصرف مما يؤجج السعر، مبيناً أن هذه المواقع تقوم بنشر أسعار صرف غير حقيقية ومغالى بها بشكل كبير بهدف التأثير على توقعات السوق.

وفي حديثه للوطن قال الدكتور أديب ميالة إن مصرف سورية المركزي عقد يوم أمس (الثلاثاء) جلسة بيع علنية لشريحة من القطع الأجنبي لمؤسسات الصرافة لتغطية الطلب على القطع الأجنبي في السوق للأغراض التجارية وغير التجارية، مبيناً أن هذه الجلسة تأتي لضمان نجاعة إجراءات التدخل المتخذة من قبل مصرف سورية المركزي والتي كان أخرها الجلسة التي عقدت أول من أمس لبيع 20 مليون دولار أميركي وعدم ترك الفرصة أمام المضاربين في السوق السوداء للقيام بأي عمليات مضاربة جديدة.

وأكد ميالة على التواجد المستمر للمركزي في السوق بصفته اللاعب الرئيسي والأكبر في السوق والتزامه الكامل بالاستمرار بإجراءات التدخل في سوق القطع الأجنبي وبشكل مكثف حتى عودة سعر الصرف إلى مستوياته التوازنية، في حين أبدى العديد من مؤسسات الصرافة استعدادها لبيع شريحة من القطع الأجنبي تجاوزت مليون دولار أميركي من مواردها الخاصة لتمويل العمليات التجارية وغير التجارية وبسعر 158ليرة +1% كحد أقصى وذلك نظراً لتوافر معروض من القطع الأجنبي لديها نتيجة لإقبال المتعاملين على البيع، كما تقدم العديد من المؤسسات الأخرى بطلبات لشراء القطع الأجنبي حيث تم بيع ما يفوق 400 ألف دولار أميركي بسعر 158 ليرة سورية للدولار الواحد على أن تقوم مؤسسات الصرافة ببيعها للمواطنين والتجار بسعر 158 ليرة+1% كحد أقصى وذلك وفق الضوابط المحددة لعمليات البيع.

 

أموال لم تستخدم

كما أكد حاكم مصرف سورية المركزي أن المبالغ المذكورة تضاف إلى المبالغ المسموح لمؤسسات الصرافة الاحتفاظ بها والتي تشكل نحو 20% من حوالاتها الواردة بالقطع الأجنبي لتلبية الطلب على القطع الأجنبي في السوق للأغراض التجارية وغير التجارية مع العلم بأن ممثلي مؤسسات الصرافة أوضحوا بشكل جلي خلال الاجتماع أن أي جزء من هذه الأموال لم يستخدم حتى هذه اللحظة نظرا لتكرس قناعة لدى المتعاملين في السوق بحدوث انخفاضات سعرية جديدة في هذه السوق.

تدخل جديد يوم الخميس

ويضيف الدكتور أديب ميالة بالتأكيد أن مصرف سورية المركزي سيعقد جلسة أخرى للتدخل يوم الخميس القادم لبيع شريحة من القطع الأجنبي لشركات الصرافة لتمكينها من تمويل متطلبات السوق وسد احتياجاته من القطع الأجنبي وبما يمكنها من مواجهة الطلب على تمويل المستوردات.

مشيراً في هذا السياق إلى أن مصرف سورية المركزي مستمر في تمويل عمليات الاستيراد عن طريق المصارف العاملة في القطر، حيث يعمل في هذا الإطار بالتنسيق مع وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية على زيادة المبالغ المخصصة لتمويل المستوردات ولأقصى حد ممكن وذلك بهدف تمويل زيادة الطلب على الاستيراد الذي حصل خلال الفترة الماضية.

وأكد ميالة أن المعدل شبــه المسـتقر لتمويـل المستوردات يومياً من قبل مصرف سورية المركزي يصل إلى نحو 5 ملايين دولار قد ترتفع مبلغا وقد تقل مبلغا أخر من الدولارات تبعا لطلبات التمويل المقدمة والموافق عليها من قبل وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية.

دعم حكومي للمركزي

وبحسب الدكتور أديب ميالة فإن الجلسة البيع العلنية التي عقدها مؤخراً (الإثنين أول من أمس) جاءت استكمالا لإجراءات التدخل في سوق القطع الأجنبي التي بدأها مصرف سورية المركزي في الأسبوع المنصرم لمؤسسات الصرافة لبيع 20 مليون دولار لتغطية الطلب على القطع الأجنبي في السوق، مؤكداً التزام مصرف سورية المركزي وتصميمه على دعم كامل من الحكومة في الاستمرار بإجراءات التدخل في سوق القطع الأجنبي لتحقيق استقرار السوق وعودة سعر الصرف إلى مستوياته المتوازنة والمقبولة، تأسيسا على مهام مصرف سورية المركزي وعلى ما تم التأكيد عليه في الاجتماع النوعي الذي عقده مجلس النقد والتسليف منذ أيام ليست بالبعيدة برئاسة رئيس مجلس الوزراء حين تم التوصل إلى ضرورة اتخاذ مجموعة من الإجراءات اللازمة لمواجهة الارتفاع غير المبرر في سعر الصرف.

 

فقاعات الأسعار ومناطيدها

وحول انخفاض سعر الصرف خلال الأيام القليلة الماضية من 180 ليرة سورية إلى 160 ليرة سورية قال حاكم مصرف سورية المركزي إن هذا الانخفاض وبالرغم من أنه تحقق نتيجة إجراءات مصرف سورية المركزي إلا أنه يثبت بشكل قاطع أن الأسعار التي كانت متداولة أسعاراً وهمية وغير حقيقية على شكل فقاعات حاول المضاربون تكريسها وتثبيتها على ارض الواقع، مبيناً أن ما قام به مصرف سورية المركزي من رفع لحجم التدخل في سوق القطع الأجنبي من خلال السماح لشركات الصرافة ببيع 20% من الحوالات الواردة إليها بالقطع الأجنبي لتلبية الطلب على القطع الأجنبي في السوق للأغراض التجارية وفق شروط ميسرة جداً وبالسعر المحدد من قبل المصرف المركزي قد انعكس إيجابا على السوق بالنظر إلى تراجع سعر الصرف وانخفاضه بمعدل يصل إلى نحو 20 ليرة سورية، مؤكداً أن هذا التراجع يؤكد إحجام السوق عن التعامل بالقطع إلا عبر صفقات خلبية وبمبالغ قليلة جداً لمعرفة الصيارفة بحتمية الخسارة في حال عمدوا إلى المضاربة بمبالغ كبيرة تبعا لتجاربهم الماضية مع إجراءات مصرف سورية المركزي في هذا المجال.

سيريا ديلي نيوز


التعليقات