خاص سيريا ديلي نيوز- ايفانا ديوب

الموضوع أزلي يتلاشى مع تطور الحياة )الموضوع أزلي ...وليس حديثا ولا وليد الساعة ...فمعادلة المفاضلة بين الذكر والأنثى مازالت تطرق أبواب المجتمعات الشرقية ،فكثيرون يفضلون انجاب الذكور على الاناث ايمانا منهم أن الذكر يعين في الكبر ....الا أن هذه النظرة بدأت تتلاشى في العصر الحديث بفضل ما أنتجه من تغيرات أتاحت للمرأة ممارسة أعمال كان من الصعب أن تمارسها في القدم وفقا للظروف البيئية المحيطة بمجتمعها والتي كانت تفرض على الانسان مطالب معينة ونوعا معينا ليس من باب تفضيل جنس على جنس وانما تفضيل لدواعي الحاجة ،فقديما كان الآباء يفضلون انجاب الذكور لأجل مساعدتهم في أمور الزراعة والأرض وتحمل المسؤولية.......(يقال أبا محمد )لمن لايرزق سوى بالبنات واسم (أم البين)مازال متداولا وان كان بنسبة أقل ....كذلك تكثر الوصفات الشعبية التي تساعد الزوجين على انجاب الذكور ومنها أكل الليمون والحامض بكثرة أو اللجوء الى العطار للحصول على تركيبة سحرية ،أو اختيار ليلة الحمل موافقة لادوار القمر وغيرذلك.وقد تتفاقم الازمات الزوجية وتصل الى حد الطلاق أو تدفع بالرجا الى الزواج مرة ثانية في حالة لم تلد له زوجته الأولى وريثا يحما اسمه ويضمن استمرارية العائلة .وفي أحسن الأحوال تظل المرأة تلد اناثا فقط مهددة بالانتقاد والتجريح خاصة من قبل حماتها وشقيقات زوجها .....

 

تفضيل الذكور على الاناث يختلف باختلاف المعطيات :بين ريف ومدينة بين مثقف وجاهل وبين مجتمعات شعبية وأخرى متمدنة ففي المدن يغلب القبول الظاهر بواقع الأمر على غيره أما في الضواحي الفقبرة والأرياف فالصورة مختلفة حتى ان المرأة لا تشعر بالأمان مالم تمنح زوجها وريثا يحمل اسمه ويحميها ويرعاها في عجزها فالولد مازال هنا ضمانة لأهله أما البنت فهي لزوجها وعائلتها الجديدة..

 

 

من هنا يبدو بديهيا هذا التمييز رغم الإشكالات التي تشهدها العلاقات الاسرية أيضا في هذه المجتمعات يبدو جليا في التعليم أذ نلاحظ أن الاهل يضحون ويوفرون أموالهم لتعليم الصبي في مدارس خاصة ليحظى بالتحصيل الجيد حتى تتوافر له بعد انهاء دراسته فرصة عمل أفضل

أما البنات فيكفي ارسالهن الى المدرسة الرسمية اذا سمح لهن بمتابعة الدراسة ومن تملك طموحا للتحصيل قد تدخل الجامعة والرجل الذي يعبس ويتجهم لدى ولادة البنت أو يخفي خيبة أمل لدى معرفته نوع الجنين في الأشهر الأولى من حمل زوجته يتعود على الفكرة وقد تصبح نقطة ضعفه بحنانها ورغم مظاهر التحضر التي يعرفها المجتمع العربي وارتفاع مستوى التعليم مازالت هناك تقاليد وأعراف لم تستطع معظم الأسر العربية التخلص منها ونبذها لأنها جزء من الموروث الاجتماعي من بينها تفضيل الذكور على الاناث

أحد الأشخاص عنده أربعة من الاناث ومع ذلك فهو يحبهن ربما أكثر من نفسه سألناه عن رأيه فقال: لا ننكر أن بعض من الآباء يفضلون الذكور لأن الأب يريد رؤية صورته في ابنه ويطمح الى تحقيق أشياء كثيرة من خلاله عجز عن تحقيقها في شبابه مضيفا أن الابن عندما يكبر يصبح صديقا للأب ويمكن الاعتماد عليه في كثير من الأمور وهو ما لا يتسنى في حالة الابنة التي تنشغل ببيتها وأولادها عندما تتزوج

اما صاحب اسرة آخر له خمسة أولاد ذكور وابنتين فقال: انه لافرق يذكلر بين ذكر وأنثى فالكل مخلوق من مخلوقات الله وواجب على الأب أن يحافظ على أولاده بلا تفرق حتى يصبحوا قادرين على الاعتماد على أنفسهم في أمور الحياة

 

وسيدة أخرى تقول :أنعم الله علي بخمس بنات وولد وحيد أنا برأيي أن البنت يجب أن تراعى أكثر من الولد وتكون مقربة الى الأبوين اكثر خاصة للأم لانها تعد الصديقة والأخت ولأنها في التهاية أحن على الأبوين أكثر من الولد ومن واجب الأبوين تجاه البنت تعليمها ومتابعة التعليم في أعلى المستويات اذا كانت رغبتها لا تتحد في مرحلة معينة أو تقف عن صف معين 

 

أخيرا....... نجد أن ما أثمره العصر الحديث من مكانة للمرأة تبدلت الحال واختفت تلك الأصوات ....وأبدعت المرأة في اثبات ذاتها واثبات وجودها ....ودورها المهم في حياة الذكر ...والاعتراف بفضلها كأم وزوجة وابنة وأخت و.........الخ

سيريا ديلي نيوز


التعليقات