عادت أزمة الغاز إلى الواجهة من جديد مكشرة وبقوة هذه المرة بعد انفراج استمر لأكثر من أشهر ولكن أزمة الغاز «عادت والعود أحمد» وخاصة بعد وصول سعر استبدالها إلى أكثر من 2400 ليرة لأول مرة في تاريخه وسادت حالة من الاستياء بين أهالي مدن وبلدات الريف الدمشقي بسبب اختفاء أسطوانات الغاز.

 

وعاد مشهد اصطفاف المواطنين في طوابير احتشدوا أمام مراكز البيع أملاً في الحصول على اسطوانة الغاز ما يتسبب إلى حدوث مشادات كلامية بين الأهالي والباعة الذين يحاولون السيطرة على الاسطوانات بمجرد وصولها إلى المستودع لبيعها بالسوق السوداء بأعلى من سعرها معبرين عن غضبهم من عدم السيطرة على الأسعار وفشل الجهات المعنية في حل الأزمة حيث لم تقم السلطات بممارسة أدائها الرقابي وترك الجماهير لقمة سائغة تتلاعب بها أطماع تجار السوق السوداء.

 

وحسب باعي الغاز أن عدم توفر اسطوانات الغاز خلال الأيام القليلة الماضية ساهم في رفع سعر الاسطوانة إلى السعر المذكور إضافة إلى كثرة الطلب تزامناً مع قلة العرض وغير ذلك من استخدام اسطوانات الغاز في أمور التدفئة بعد غياب واضح لمازوت التدفئة خلال فصل الشتاء الأمر الذي شكل عبئاً إضافياً على طلب مادة الغاز.

 

واكد مدير المؤسسة العامة للخزن والتسويق حسن مخلوف أن الازدحام الحاصل أمام منافذ ومراكز بيع اسطوانات الغاز خلال الأيام القليلة الماضية يعود إلى انخفاض نسبة استجرار المادة من وحدة جمرايا حيث كانت المؤسسة توزع عبر منافذها أكثر من 1600الى 1700 اسطوانة غاز يوميا ولكن اليوم أصبحت كل أربع إلى خمس أيام ليتم بيع 1600 اسطوانة لهذا السبب الرئيسي عادت طوابير الازدحام من جديد وارتفاع سعر الاسطوانة بشكل جنوني.

 

وكشف مخلوف أن سبب ايقاف استجرار المادة من وحدة جمرايا يعود إلى وجود خلاف بين وزارة النفط والشركة المستثمرة لوحدة جمرايا الأمر الذي انعكس فوراً على الطاقة الإنتاجية للوحدة، لافتاً بعودة الاستجرار بشكلها الطبيعي سترى الأزمة انفراجاً واضحاً وفورا خلال الأيام القليلة القادمة.

 

اما «مصادر وزارة النفط» تنفي بدورها وجود أي مشكلة عقدية مع الشركة المستثمرة ويتم حالياً إيجاد صيغة ودية بين الطرفين مؤكداً أن الوزارة على جهوزية تامة لتلافي الأزمة من خلال رفع طاقة التعبئة في وحدة القطيفة إلى استطاعتها العظمى مبيناً أن وحدة القطيفة تنتج نحو 10 آلاف اسطوانة يومياً.

 

وأكدت مصادر في لجنة محروقات الريف أن نسبة استجرار الغاز من مستودعات الغاز انخفضت إلى أكثر من 60 % مبيناً أن الوحدات الإدارية بريف دمشق انخفض استجرارها لاعتمادها على وحدة غاز جمرايا فقط وخروج مستودعات عدرا من الخدمة مبيناً أن الطاقة الإنتاجية القصوى في وحدة غاز جمرايا تصل إلى 24 ألف اسطوانة غاز يوميا علما أن حاجة السوق المحلي من اسطوانات الغاز تتراوح من 80 ألفاً إلى 100 ألف اسطوانة شهريا وبالتالي شكل ضغطاً على مبيع الغاز.

 

وقال المصدر أن أكثر من ثلثي الوحدات الإدارية بريف دمشق تنتظر دورها لاستجرار المادة من وحدة جمرايا مشيراً إلى أن عملية التوزيع تتم وفق خطة دقيقة تشرف عليها لجنة المحروقات في المحافظة بالتنسيق مع فرع الغاز، الأمر الذي فتح مجالاً امام ضعفاء النفوس ليستغلوا نقص المادة ليتاجروا في قوت الأهالي.

 

Syriadailynews - Alwatan


التعليقات