سيرياديلي نيوز - نور ملحم 

"على أد بساطك مد رجيك " هذا المثل شائع والآن أصبح حلم ضائع فالأسواق في دمشق مزدحمة بالمواطنين .. فالبسطات في كل مكان وأصوات الباعة تثقب الآذان " ستور حالك ب200 ليرة " أو فرح ابنك ب100 " مشهد أصبح مألوف في كل مكان على الأرصفة والمنصفات " ولولا العيب رح تصير بسطات  البالة طابقين " وعند سؤالنا أحد الباعة تحدث ضاحكاً " بدي أخد الرصيف تعهد "  ففي ظل الظروف االسياسية والاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد اضطر البعض تحويل الوجهة إلى أسواق (البالة) لأنها تبقى أرحم من أسعار الثياب الجديدة على حد اعتقادهم..


وبالمقابل أضطر أكثر المواطنين إلى التوجه للشراء من سوق البالة نتيجة ارتفاع الأسعار الملابس الجديدة إلى أضعاف مضاعفة مما أدى إلى أن تحتل محلات وبسطات بيع الملابس المستعملة المرتبة الأولى في أسواقنا لأنها تلبي حاجة شرائح واسعة من المواطنين وخاصة خلال الفترة الحالية فالإقبال على البالة تزايد رغم أنه من المتعارف عليه أن موسم الأعياد لا يعد موسم جيد للبالة إلا أن هذا العام اختافت المعاير حيث ازدادت نسبة مبيعات تجار البالة 80% بحسب قول أحد أصحاب البسطات فالزبائن هم من أصحاب الدخول المحدودة والحالة المادية الصعبة نوعاً ما", ويستطيع المشترين هنا أن يجدوا ما يفي بحاجاتهم بأسعار معقولة وجودة عالية"
وحول اتجاه الناس إلى أسواق البالة سيرياديلي نيوز التقت بعض المواطنين الذين يقفون على هذه البسطات للحصول على القطعة المميزة والنظيفة  حيث أشار معظم المواطنين إلى أننا كموظفين وأصحاب دخل محدود لا نستطيع شراء الملابس الجديدة بأسعار مرتفعة جداً  فالدخل منخفض ولا يكفي ما بين مأكل ومشرب ومواصلات وبالمقابل من واجبنا أن نزرع الفرحة على وجه أطفالنا بأي طريقة لذلك قررنا الإتجاه لسوق البالة حيث تستطيع الحصول على  4 قطع بسعر قطعة واحدة جديدة ،  فالجديد من الثياب بات يشهد ارتفاعاً ملحوظاً في الأسعار، فالفرق ما بين أسعار السوق والبالةأكثر من 60% تقريباً لذلك يلجأ الناس إلى شراء الملابس والأحذية من البالة إضافة إلى الجودة العالية التي تتميز بها معظم القطع لأنها ذات المنشآ الأجنبي ومن جهة ثانية يطالب البعض  تنظيم هذه الأسواق بشكل أكثر و عدم وجود بسطات للثياب في الشوارع من أجل المنظر العام .

أما بالنسبة لأسعار البالة فهي تناسب الجميع رغم ارتفاع سعرها الطفيف مقارنة مع السنوات الماضية فقطعة الملابس التي كانت تباع في البالة ب 100 ليرة أصبحت اليوم ب 250 ليرة سورية ويعود السبب الرئيس لهذا الارتفاع إلى الظروف الحالية والصعوبة التي يواجهها معظم التجار لتأمين البضاعة إضافى إلى ارتفاع سعر الدولار الذي أثر بشكل كبير على السعر  ولكن حين الاطلاع على واقع أسواق البالة تبين وجود تفاوت كبير في الأسعار يبدأ

 بأسعار زهيدة لألبسة لا يمكن لشخص ارتداؤها مهما كان وضعه مزرياً وتتدرج الأسعار حسب السلع المعروضة ليتجاوز بعضها أسعار السلع الوطنية ويقارب أسعار المستوردة  كما أنه أصبح لكل تاجر أو صاحب بسطة في السوق ل زبائنه المخصصون به حيث نقوم بعد جلب البضائع وفردها بالاتصال بالزبائن المعتادين ليتم عرض البضائع المميزة عليهم .

فالأزمة  التي تمر بها البلد والظروف الصعبة أدت إلى خلق الكثير من العادات والتقاليد التي لم تكن موجودة في السابق وبالمقابل أدت إلى نسيان طقوس كانت تتميزبها الأسر السورية فالغلاء الفاحش وانخفاض الدخل ، وتوقف الاستيراد  وتذبذب  سعر الدولار مقابل الليرة السورية جعل الجميع يبحث عن البدائل من أجل الاستمرار في العيش و من المؤكد أن أسواق البالة  وفرت البديل المناسب للكثير من المواطنين و لبت احتياجات معظم الأسر فهو كأي سوق لا يختلف كثيراً عن باقي المحال التجارية فيه الرديء و فيه السيء و يعود الاختيار للمواطن فيما يناسبه .

 

التعليقات