العيسى: مفهوم الإرشاد الوظيفي ثقافة جديدة على مجتمعنا لتزويد الباحثين بمهارات واتخاذ القرارات المهنية الصائبة

أظهرت الدراسات الاقتصادية أن إحدى مشكلات سوق العمل في البلدان النامية هي ضعف قنوات الربط والاتصال بين جانبي العرض "الباحثين عن العمل" والطلب "أصحاب العمل ",ما ولد شكلاً من أشكال البطالة يعرف بالبطالة الاحتكاكية أي البطالة الناتجة عن ضعف الاحتكاك, فكان مركز الإرشاد الوظيفي يمثل أحد التدخلات المساعدة على معالجة المشكلة,حيث يتعامل مع جانبي العرض والطلب في سوق العمل ويساعد في التقليل من الفجوة بينهما.

خطوتك الأولى

مديرة فرع دمشق للهيئة العامة للتشغيل وتنمية المشروعات المهندسة رانيا شمسين أكدت أن مركز الإرشاد الوظيفي مستمر بممارسة نشاطاته ويقدم خدماته للباحثين عن عمل وفق الظروف المتاحة له ,حيث يعتبر المركز أحد برامج سوق العمل ويعمل تحت إشراف الهيئة ويقدم خدمات إرشادية مجانية للباحثين عن عمل للخريجين والراغبين في الانضمام إلى سوق العمل من مختلف الشرائح العمرية وفي نهاية البرنامج يقوم المركز بإعطاء المتدربين شهادة حضور تفيدهم في سيرتهم الذاتية بأنهم اتبعوا هذه الدورة.

.وأشارت شمسين  إلى أنه يوجد في المركز مرشدون وظيفيون مختصون يساعدون الباحث عن العمل على إيجاد الفرصة التي تناسبه بشكل أسهل وأسرع وذلك من خلال ردم الفجوات التي تنقصه أو من خلال إتباع دورات تدريبية معينة كي يكون مستعدا للدخول إلى سوق العمل.لافتة  أن المركز يضم عدة برامج من ضمنها خطوتك الأولى لدخول سوق العمل وهو برنامج متكامل يتم خلاله طرح مواضيع تهم جميع الباحثين عن عمل مثل كيفية كتابة السيرة الذاتية وإجراء المقابلات إضافة إلى مهارات الاتصال والتواصل وأخلاقيات العمل وإدارة الوقت وبناء الفريق العمل التطوعي وكيفية اتخاذ القرار المهني وقد تم إضافة جلسة ريادة الأعمال ضمن هذا البرنامج واستراتيجيات البحث عن عمل وذلك بهدف استقطاب الراغبين بإقامة مشاريع صغيرة ومتناهية الصغر خاصة ممن يمتلكون مؤهلات ومهارات خاصة بهذا الأمر.

وأوضحت  شمسين أنه يندرج ضمن هذا البرنامج برنامج تمهيد وهو عبارة عن اختبار لمقومات الشخصية من خلال برنامج حاسوبي يعده الباحث عن عمل ويناقش نتائجه مع مرشد وظيفي مختص موضحة أن النتائج تتضمن مهارته بالطلاقة العددية ومدى تعامله مع الأرقام والحسابات إضافة إلى الطلاقة الأبجدية وكيفية تعامله مع النصوص والقراءة والتدقيق إلى جانب معرفة صفاته الشخصية التي لها علاقة بالعمل والتعامل مع الآخرين والحضور والمرونة والاهتمام بالتفاصيل وبناء عليه يحدد خيارات للمهن التي تناسبه.

وأضافت شمسين أن المركز يضم كادراً وطنياً تم تأهيله بشكل تخصصي إضافة إلى بناء مهاراتهم في التقييم المهني والسلوكي والتواصل الفعال ,كما أن المركز يوفر جلسات إرشاد فردية وجماعية من خلال تنفيذ ورشات عمل حول كتابة السيرة الذاتية إضافة إلى إرشاد الباحثين على كيفية استخدام بيانات بنك الأعمال "غرفة الموارد" الموجودة في المركز,حيث  يتم العمل حاليا على التشبيك بين المركز وكافة الجمعيات العاملة في مجال تدريب رواد الأعمال ومراكز التدريب وأصحاب العمل إضافة إلى تنظيم يوم حوار بين صاحب إحدى الشركات مع الباحثين عن عمل لإطلاعهم على آلية اختيار الموظفين في الشركة .

وأشارت شمسين إلى أن المركز يحرص على إقامة علاقات مع أرباب العمل وتنظيم زيارات لشركات القطاع الخاص إضافة إلى وجود صلات مع المراكز التدريبية الأخرى في مختلف المجالات.

ثقافة الارشاد

ومن جهتها المرشدة الوظيفية الدكتورة مروة العيسى اعتبرت مفهوم الإرشاد الوظيفي ثقافة جديدة على مجتمعنا ,يعطى الباحث عن "العمل" الخطوات الواجبة ومنها تزويد الباحثين بمهارات كتابة وتقديم السيرة الذاتية وتقديم نصائح حول إجراء مقابلات العمل وكيفية خوض المفاوضات واتخاذ القرارات المهنية الصائبة .

وبينت العيسى أن المركز يوفر فرصة للباحثين عن العمل من مختلف الشرائح العمرية والعلمية والمهنية ليتمكنوا من معرفة المهن والوظائف المناسبة لهم وتزويدهم بمعلومات عن اتجاهات العرض والطلب في سوق العمل.كما أنه يقدم حزمة من الخدمات تبدأ بمساعدة طالبي العمل على استكشاف قدراتهم وميولهم باستخدام الاختبارات والمقاييس المهنية, مضيفة أن المركز صمم ليكون أحد البرامج والتدخلات الفعالة لتسهيل وتوسيع إمكانية حصول الباحثين عن العمل على فرصة عمل مناسبة فهو لا يقدم الحل لمشكلة البطالة وإنما يساعد الباحث عن العمل على إيجاد فرصة العمل الأنسب له والمرجح نجاحه فيها وذلك عبر الإرشاد والمساعدة على استكشاف قدراته وميوله وبناء المهارات اللازمة.

سيريا ديلي نيوز- علي حسون


التعليقات