أكدت مصادر "مصرف سورية المركزي" أن بيع المصرف لشرائح من اليورو، يأتي في سياق طبيعي نتيجة تحول القطاع العام السوري بأسره إلى التعامل باليورو بدلا من الدولار، رداً على الحظر الذي فرضته الولايات المتحدة الأميركية على سورية، بالنسبة للتعامل بالدولار.

وأوضحت وفق صحيفة "الثورة" الحكومية، فإن تعاملات سورية الخارجية تجاريا بالكامل تتم عن طريق العملة الأوروبية الموحدة، حيث يتم تسديد قيم الصفقات التجارية لسورية وتسدد المدفوعات باليورو من دون الدولار، ما يعني بعبارة أخرى أن الحاجة للدولار في تعاملات القطاع العام غير موجودة، وما من ضغط في طلب الدولار بالنسبة لهذه الناحية.

وأشارت إلى أن تعامل القطاع العام باليورو بدلا من الدولار مسألة ليست بجديدة، بل هو إجراء قديم يعود إلى ما ينوف على ست سنوات يوم حسمت الدولة السورية أمرها وقررت التعامل باليورو ومقاطعة الدولار.‏

ولفتت إلى الآثار الايجابية التي أفرزتها عمليات التحري والضبط لبعض مكاتب ومؤسسات وشركات الصرافة المخالفة، مع الأخذ بعين الاعتبار أن بعضها غير مرخص ويمارس نشاط تصريف العملة والتلاعب والمضاربة بها، فكان ضبط هذه المحال بمنزلة الدرس لبقية الجهات لاحترام القانون والابتعاد عن هذه الممارسات التي تؤذي الاقتصاد الوطني وتسيء للعملة السورية وقيمتها وقدرتها الشرائية، بالإضافة إلى أن الهدف الرئيس من هذه العمليات، هو فرض احترام القانون الناظم لهذا القطاع وما يستتبعه من قرارات مكملة لنصوصه.

وقللت في الوقت نفسه من أهمية مفهوم النتائج الايجابية لتحري وضبط بعض جهات الصرافة المخالفة، بالنظر إلى أن ما من صلة بنيوية بين ضبط هذه الجهات وسعر صرف الدولار أو اليورو على الأرض، بل المسألة تكمن في تنظيم هذا القطاع وتنقيته من الشوائب التي علقت به خلال الفترة الحالية والظروف التي أفرزتها.‏

وأكدت التزام المصرف بمحاربة السوق السوداء، وتحجيم دورها مذكرة بما سبق من شطحات الدولار حين روجت السوق السوداء لأسعار مرتفعة له، زعمت أنها حقيقية في محاولة يائسة منها لتكريسه، ولكن تدخل المركزي حال دون تكريسها بل قضى على آمال تجارها ومضاربيها، ولا سيما في الأسبوع الأخير حينما تدخل المركزي وخفض سعر الصرف بمعدل لا يقل عن 30 ليرة خلال يوم عمل واحد فقط، مع الأخذ بعين الاعتبار القدرة الكبيرة لـ"مصرف سورية المركزي"، في تنفيذ هذه الإستراتيجية، مستندا في ذلك إلى خبرة كبيرة في هذا المجال ودراسة دقيقة لمعطيات السوق المحلية والأسواق المجاورة.‏

التعليقات