استلمت وزارة الصحة اليوم من مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين 25 شحنة دوائية بقيمة 2ر1 مليون دولار لدعم الخدمات الطبية الاسعافية في المؤسسات الصحية.

وبين وزير الصحة الدكتور سعد النايف أن الشحنات تتضمن أدوية نوعية متنوعة خاصة بأمراض القلب والأورام وبعض الأمراض الجلدية وغيرها من الأصناف التي تحتاج إليها المؤسسات الصحية في ظل الظروف الراهنة مؤكدا أنه "سيتم توزيعها على المحافظات كافة بدءا من الغد حسب طلب وحاجة كل محافظة".

وأوضح أن هذه الشحنات الدوائية تأتي في إطار الجهود التي تبذلها الوزارة بالتعاون مع المنظمات الدولية المعنية بالشأن الصحي استجابة للاحتياجات الصحية للمواطنين في ظل الظروف الراهنة مشيرا إلى أن "التعاون المشترك مع المفوضية حديث العهد فيما يخص تلبية احتياجات القطاع الصحي إلا أنه تنامى وبشكل ملحوظ خلال الفترة الماضية" من خلال سعي المفوضية لتلبية احتياجات الوزارة من بعض الأصناف الدوائية والتي يتعذر استجرارها في ظل العقوبات الاقتصادية الأمريكية والأوروبية الجائرة المفروضة على سورية والتي طالت القطاع الصحي بشكل مباشر.

وذكر الوزير النايف أن الوزارة تنتظر مزيدا من التعاون من المنظمات الدولية لمساندة القطاع الصحي في الأزمة الراهنة ولاسيما أن المشافي العامة والمراكز الصحية فتحت على مدار السنوات السابقة أبوابها للاجئين العرب من جميع الدول العربية ووفرت لهم كل الخدمات الصحية بشكل مجاني ووفرت لهم الحقوق ذاتها التي يتمتع بها المواطن السوري.

بدوره بين طارق الكردي الممثل المقيم لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بدمشق "أن هذه الشحنات تعبر عن الشكر للشعب السوري الذي استضاف ملايين اللاجئين عبر الزمن حيث كانت سورية في وقت سابق من أكبر الدول التي تستقبل اللاجئين في العالم".

وكشف الكردي أن المفوضية مستمرة في دعمها لوزارة الصحة حيث "ستوفر خلال الأيام القادمة شحنات أخرى بقيمة 2 مليون دولار" معربا عن ثقته بأنها ستوزع على مختلف المناطق والمحافظات.

وناشد الممثل المقيم لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين المجتمع الدولي برفع العقوبات المفروضة على سورية ولاسيما ما يتعلق بمجال الصحة والأدوية كون قطاع الصحة من أكثر القطاعات التي تضررت منها مبينا أنه ومن خلال تنقله بين المحافظات لمس معاناة السوريين نتيجة الحصار الذي أثر على المواطن بالدرجة الأولى.

يذكر أن وزارة الصحة تسلمت في آذار الماضي من مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين 14 جهازا طبيا وطاولتي عمليات لمشاف عامة ومراكز صحية في محافظتي دمشق والحسكة بقيمة 60 مليون ليرة سورية.

معلا: المشافي التعليمية مستمرة في استقبالها للمرضى وتقديم الخدمات

في سياق متصل أكد وزير التعليم العالي الدكتور محمد يحيى معلا أن المشافي التعليمية التابعة للوزارة مستمرة في استقبالها للمرضى وتقديمها الخدمات مجانا رغم العقوبات الاقتصادية المفروضة على سورية والتي تسببت بمنع وصول الكثير من المعدات الطبية وصعوبة التعامل مع الموردين اضافة إلى التكاليف الكبيرة التي تترتب عليها.

تصريحات الوزير معلا جاءت خلال اجتماعه اليوم مع رئيس بعثة مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين بدمشق وتم خلاله بحث سبل تعزيز التعاون بين الجانبين حيث أوضح أن الخدمات المجانية في جميع الاختصاصات تسببت بضغط كبير على المشافي التابعة للوزارة ما يتطلب مزيدا من التعاون مع المنظمات الدولية لتلبية الاحتياجات المتزايدة والتغلب على التحديات التي تواجهها لافتا إلى جهود الحكومة المبذولة منذ بداية الأزمة في سورية لتخفيف الآثار السلبية للأزمة على المواطنين.

ونوه وزير التعليم العالي بالخدمات الإنسانية التي تقدمها المفوضية وبأهمية التعاون معها في تلبية مستلزمات المشافي التعليمية مستعرضا الإجراءات التي اتخذتها الوزارة في مجال زيادة نسب الاستيعاب الجامعي والقرارات التي أصدرتها بغية مساعدة الطلاب على الالتحاق بجامعاتهم.

بدوره دعا الكردي إلى رفع العقوبات المفروضة على سورية مؤكدا استمرار المفوضية في تقديم المساعدات لجميع المحتاجين حيث قامت في وقت سابق بتسليم وزارة التعليم العالي أدوية اسعافية وأجهزة تنفس اصطناعي وتخدير وتحليل مخبري بقيمة 4ر1 مليون دولار وستسلمها دفعة أخرى لاحقا بقيمة 133 ألف دولار.

وأشار كردي إلى أن "سورية والشعب السوري أكبر منظمة خيرية تقدم معونات للاجئين دون اتفاقيات دولية "لافتا إلى استضافة المدن والقرى والتجمعات السكانية لما يقارب90 بالمئة من المتضررين من الأحداث التي تمر بها سورية دون تدخل أي منظمة إنسانية إلى جانب دور مراكز الإقامة المؤقتة في هذا المجال.

ولفت رئيس بعثة المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بدمشق "إلى استقبال سورية للاجئين منذ عام 1948 أي قبل نشوء المنظمة عام 1952 وقبل صدور قانون اللجوء الذي يلزم الدول باستقبال اللاجئين "مجددا تأكيده على استمرار علاقات التعاون والشراكة مع الحكومة السورية والذي بدأ منذ عام 2008.

التعليقات