على بعد 60 كيلومترا في البحر قبالة السواحل اللبنانية إلى الشمال من بيروت أعلن وزير الطاقة اللبناني جبران باسيل اكتشاف 30 تريليون قدم مكعبة من الغاز في 10 بالمئة فقط من المياه اللبنانية بعد الانتهاء من مسح نحو 70 بالمئة من المياه.
وقال في مقابلة مع رويترز على متن باخرة في عرض البحر المتوسط "الارقام الى تزايد وآخر رقم كشفنا عنه هو 30 تريليون قدم مكعب في عشرة بالمئة فقط من مساحة لبنان البحرية."
وأمضى باسيل يوما كاملا في البحر مقابل الساحل اللبناني الممتد من بيروت الى البترون شمالا برفقة وفد اعلامي كانت رويترز من ضمنهم للاطلاع على اعمال المسح الثلاثي الأبعاد الذي تجريه شركة سبكتروم البريطانية.
وشملت الجولة المنطقة الاقتصادية الخالصة المحددة ضمن الرقعة الثالثة في مشروع المرسوم الذي اعدته الوزارة والذي قسم المياه البحرية اللبنانية الى عشر رقع. وتبلغ مساحة هذه الرقعة 2169 كيلومترا مربعا.
وقال باسيل "نحن موجودون على بعد 60 كيلومترا من الشاطيء اللبناني. الدولة اللبنانية تمسح اليوم المنطقة المتبقية بالعمق بين بيروت والبترون وبالتالي مع مسح هذه المنطقة بالطريقة ثلاثية الابعاد نكون قد مسحنا فوق 70 بالمئة من مياهنا ونكون قد غطينا الشمال والجنوب والوسط والعميق والضحل."
وأضاف قائلا "نحن نتحدث عن كميات تجارية كبيرة وحجمها المالي يتعلق بسعر الغاز في حينها.. إنما طبعا نحن نتحدث عن عشرات إذا لم نقل المئات واذا لم نقل اكثر من ذلك من مليارات الدولارات التي تنتج عن هذه الموارد البترولية."
واعرب نيل هودجسون مدير قسم الجيولوجيا في سبكتروم عن اعتقاده بأن منطقة واحدة في الجنوب تبلغ مساحتها ثلاثة الاف كيلومتر مربع تحتوي على ما بين 17 إلي 50 تريليون قدم مكعبة من الغاز وقد تصل الي 80 تريليون قدم مكعبة في المناطق العميقة.
قال لرويترز "في المنطقة الشمالية اذا وجدنا نفس الاحتمالات يرجح ان يحتوي على 20 أو 30 تريليون قدم مكعب زيادة من الغاز."
"وهكذا في المجموع فان الموارد ينبغي ان تكون تقريبا من 40 إلي 80 تريليون قدم مكعب من الغاز في هذه المياه العميقة."
وتجوب الباخرة بولاركوس-اديرة التابعة لشركة سبكتروم البريطانية المياه اللبنانية من بيروت الى البترون بحثا عن الموارد البترولية بالتقنية ثلاثية الابعاد.
وقال باسيل "المكامن توجد في اماكن جغرافية محددة انما تبين معنا انه يوجد في الجنوب والشمال وفي جولتنا اليوم سيتبين معنا انه يوجد في الوسط. نحن جولتنا على منطقة يتم مسحها بين بيروت والبترون من وسط لبنان الى شماله حيث يتم مسح 2300 كيلومتر مربع في المياه العميقة."
ومضى يقول "تم مسح ما يزيد عن 70 بالمئة من 22 ألف كيلومتر مربع هي مساحة المياه البحرية اي انه تم مسح اكثر من 15 ألف كيلومتر مربع وقسم كبير منهم تم تحليله."
وقال "اصدار المراسيم وتوقيع العقود مع الشركات يجب ان يقره مجلس للوزراء... هذا الامر يجب ان يكون في شباط (فبراير) 2014. لا أرى ان لبنان سيبقى بدون حكومة كل هذا الوقت."
وأدت استقالة رئيس الوزراء نجيب ميقاتي في مارس اذار الماضي إلى انزلاق لبنان نحو حالة من عدم الاستقرار السياسي وقد تستمر هذه الحالة طويلا حتى يتم الاتفاق على الحكومة الجديدة. لكن باسيل قال ان هذه المسألة لن تؤدي إلى إبطاء خطط التنقيب في الوقت الراهن.
ولا يزال ميقاتي رئيسا لحكومة لتصريف الاعمال يمارس مهامه بصلاحيات ضئيلة ريثما يشكل رئيس الوزراء المكلف تمام سلام حكومته وهي عملية كانت استغرقت خمسة شهور في حكومة ميقاتي.  وقال باسيل "ليس هناك من وقت ضائع وما زيارتنا اليوم والبواخر التي تعمل والمسوحات والتحاليل الجارية الا تأكيد على هذا الامر. هناك ورش مالية تحصل وهناك ورش تقنية وفنية مع شركات امريكية واوروبية وشركات عالمية عدة وبالتالي نحن نعمل."
وردا على سؤال عن الموعد المتوقع لبدء الحفر في الآبار البحرية بعد استكمال المسح الحالي قال باسيل للصحفيين "الموعد الأول هو في شهر تشرين الاول (اكتوبر) من أجل فض عروض المناقصة والموعد الثاني في شباط 2014 لتوقيع العقود وبعدها ننتقل الى مرحلة الاستكشاف وما يحصل اليوم هو جزء أساسي منها."
وأطلق لبنان في الثاني من  مايو أيار المرحلة الاولى من تقديم العروض لبدء التنقيب عن النفط والغاز والتي تأهلت إليها 46 شركة عالمية.
وقال باسيل "العام 2020 سيكون موعدا منطقيا ليكون لبنان في مرحلة ضخ الغاز. إننا في كل يوم نتقدم أكثر وأكثر في هذا الموضوع ونكتشف ما هو جديد لنضعه في أيدي المواطنين

التعليقات