فرضت الظروف الراهنة على المشافي التعليمية إعادة ترتيب أولوياتها ووضع مهمة توفير الخدمات العلاجية والاسعافية في المقدمة ليتجاوز عدد الخدمات الطبية المقدمة فيها خلال العام الماضي 5 ملايين خدمة طبية ليتراجع بذلك دورها البحثي والتعليمي إلى مراتب ثانوية.

وتعد المشافي الجامعية التي يتجاوز عددها 14 مشفى من أقدم المستشفيات التعليمية والعلاجية وأكبرها في المنطقة حيث يرجع إليها الفضل بإمداد دول كثيرة بأمهر الأطباء والاختصاصيين.

وأوضح وزير التعليم العالي الدكتور محمد يحيى معلا في تصريح لوكالة سانا أن المشافي التعليمية تعمل على تحقيق ثلاثة أهداف أولها تقديم الخدمات الطبية التشخيصية والعلاجية المجانية للمواطنين وثانيها توفير التدريب السريري لطلاب كلية الطب بالجامعات الحكومية وطلاب المعاهد الطبية ومدارس التمريض فيما يتمثل الهدف الثالث بإجراء الدراسات والبحوث.

ويبين وزير التعليم أن المشافي الجامعية تقدم خدمات طبية نوعية واسعة الأمر الذي يحملها أعباء كبيرة وضغطا هائلا نتيجة الإقبال عليها حيث بلغ مجموع المرضى الذين راجعوا تلك المشافي خلال العام الماضي 1178675 مريضا بينهم 189 ألف مريض مقبول وحوالي 606 الاف مراجع العيادات الخارجية و384 ألف مراجع للإسعاف ليبلغ وسطي عدد المرضى في اليوم الواحد 3229 مريضا.

كما بلغ عدد الخدمات الطبية المقدمة في المشافي الجامعية كافة 5777401 خدمة طبية في العام 2012 تتضمن الصور الشعاعية والتحاليل المخبرية والجلسات الفيزيائية والكيميائية والشعاعية وجلسات الكلية الاصطناعية.

ويذكر الوزير معلا أن مشافي التعليم العالي وبخاصة مشفى البيروني الجامعي تتصدى لمهمة تقديم الخدمات الصحية لمعالجة مرضى الأورام مجانا حيث خصصت الدولة حوالي 5ر1 مليار ليرة سورية قيمة أدوية كيماوية سنويا لمعالجة مرضى الأورام في مشفى البيروني لوحده اضافة الى وحدات معالجة الأورام في مستشفى تشرين الجامعي ومستشفى الكندي الجامعي بحلب ومستشفى الأطفال الجامعي بدمشق.

ويشير الوزير معلا الى ان المشافي الجامعية تهيئ البيئة التمكينية لتطوير البحث العلمي الطبي في سورية من خلال تشكيل وحدات بحثية داخل كل مستشفى وإقامة الأبحاث العلمية لصالح كليات الطب ومؤسسات التعليم العالي والمؤسسات الحكومية الصحية الأخرى وإعداد رسائل الماجستير والدراسات العليا بإشراف من أعضاء الهيئة التدريسية في كليات الطب.

ويضيف أن المشافي تعمل على تشجيع الباحثين على النشر في المجلات الطبية العلمية المحكمة وتعزيز التعاون الثنائي والتوأمة مع المراكز الطبية الكبرى في العالم إضافة إلى رعاية الندوات والمؤتمرات العلمية الطبية المحلية والعالمية واستضافة الأطباء والباحثين المتميزين من دول العالم كافة وخاصة من أبناء سورية العاملين في الخارج وإقامة الروابط الطبية المشتركة بهدف الاستفادة من خبرات المغتربين السوريين.

وعن خطط تطوير المشافي الجامعية بين وزير التعليم العالي أن الوزارة تعمل على عدد من السياسات لتطوير الأداء وكفاءة الاستخدام للموارد في المشافي الجامعية منها تطوير نظام التقويم الأداء وفق معايير الجودة ونظم الاستقلالية والمساءلة وتوزيع المسؤوليات في منظومة التعليم العالي واعتماد آليات جديدة للإدارة المالية تعتمد نموذج موازنات الإنفاق متوسط المدى وتأمين مستلزمات تطبيقها.

التعليقات