قال كبير اقتصاديي البنك الدولي مارتين راما في مقابلة مع قناة "روسيا اليوم" إن إعادة هيكلة سوق العمل تلبية لتوقعات الكوادر عالية التاهيل ما زالت أهم التحديات التي تواجهها حكومات الدول التي تمر اليوم بالربيع العربي.

وفيما يلي نص المقابلة:

س- مع الأخذ بعين الإعتبار توقعات البنك الدولي بتباطؤ النمو الاقتصادي في الأعوام المقبلة، ما توقعاتكم بشأن سوق العمل في هذه الفترة؟

صحيح أن 90 في المئة من اجمالي الوظائف يوفرها القطاع الخاص. فالعديد من البلدان الناشئة ما زالت بحاجة ماسة الى وضع الاساسيات لعمل هذا  القطاع. اللافت ان البلدان النامية تشهد اليوم التحضر الذي يلعب دورا رئيسا في خلق فرص العمل.. ولكنْ في اوقات الأزمة هناك تحدٍ اخرُ يكمن في مواجهة فقدان الوظائف ومنع اتساعه .. وهناك التساؤل حول كيفية ذلك.. المانيا على سبيل المثال وجدت حلا للمشلكة حيث تمكنت من الحفاظ على عدد هائل من الوظائف عبر اعادة تقسيم وقت العمل بين الموظفين ما وفر ضمانات اكثر لسوق العمل المحلية.. علينا استنتاج العبر  من جميع هذه التجارب قدر الامكان.

فيما يخص الدول الغنية بالموارد بما فيها روسيا فهناك نوعان من المشاكل التي تواجهها..  اولا تدفق الاموال مع عائدات تصدير الخامات يزيد جميع التكاليف في البلاد بما في ذلك تكلفة العمل.. الظاهر ان هذه الظروف تجعل المنافسة في مجالات اخرى شبه مستحيلة.. من جهة اخرى الحكومة تخاطر باستخدام عائدات التصدير المتراكمة لديها بطريقة قد تكون غير فعالة.. فهي تلجأ الى خلق وظائف عمل اصطناعية في القطاع العام كاحد سبل تحقيق التوازن. ولكن تلك الوظائف ليست جيدة من وجهة نظر إنتاجية. لدينا أمثلة عديدة للبلدان الغنية بالموارد التي نجحت في تنويع اقتصاداتها وخير مثال على ذلك تشيلي مصدر ثلث النحاس في العالم. صحيح أن الدولة تسيطر على جزء  من عائدات هذا القطاع ولكنها كانت ولاتزال منهجية في استخدام الموارد بطريقة منضبطة اثر خلق صناديق استثمارية لعائدات التصدير، وضمان الاستقرار المالي لحماية سعر صرف العملة من التقلبات.

كيف تقيمون دور هذا العامل في ما يسمى بأحداث الربيع العربي؟

ما يحدث في البلدان العربية يظهر لنا العلاقة بين النمو وفرص العمل.. إذا نظرنا الى تونس على سبيل المثال حيث انطلق الربيع العربي. فالمشكلة كانت تكمن ليس في عدم النمو ولكن في هيكل سوق العمل الذي لم يكن يتماشى مع مستويات تعليم الشعب وطموحاته. فالعديد من هذه الدول كانت تعتمد على استراتيجيات تستهدف القطاع العام، مصر، مثلا، كانت لفترة طويلة تقود سياسة توظيف خريجي الجامعات في القطاع العام. دول أخرى كانت تشهد تقدما في خلق وظائف في قطاعات مثل السياحة وصناعة الملابس ولكنها لم تكن تلبي مطالب الناس من ذوي المؤهلات العالية. القطاعات التي كان بامكانها امتصاص الشباب المتعلمين مثل تلك المعتمدة على التقنيات الجديدة والانترنت كانت تفتقد الحيوية. فسياسة القبضة القوية كانت تعطي الامتيازات لغيرها من قطاعات الاقتصادات.. وأرى أن هذا هو أحد العوامل الاساسية لاحداث الربيع العربي.

سيريا ديلي نيوز

التعليقات